مخيمات اللجوء تحت سكين الإجرام الأميركي .. والصمت الدولي مخزٍ..ترامب يستعرض بطولاته بفانتازيا محاربة دواعشه .. ويحرر الباغوز على الورق
بعد أن فاحت رائحة الموت من مخيمات اللجوء الواقعة تحت سيطرة وحصار الولايات المتحدة واتباعها، وتغاضي المجتمع الدولي عن الانتهاكات الانسانية وتعاميه عن الوضع الانساني المزري حثت سورية وروسيا المجتمع الدولي على النهوض من ذلك السبات والحيلولة دون المزيد من المآسي.
فحالة الادمان تلك التي تجري في العروق الاميركية والمبنية على سفك الدماء من خلال شنّ الحروب وافتعال الاعتداءات المتكررة والتي لطالما اعتمدت في تنفيذها على حجج واهية واكاذيب مفبركة، تختصر جميع الاسئلة، وتظهر الاجابة دون الحاجة الى التعمق كثيراً، عما تحاول صنعه ضمن مخيمات اللجوء امتداداً من الباغوز الى الركبان وليس انتهاء بمخيم الهول في الشمال الشرقي.
في المقابل فإن الوقت بدل الضائع جاء على عكس توقعاتهم، فقد اخذ يرسم ملامح سورية متجددة.. سورية ما بعد الارهاب الاخواني الوهابي، وذلك مع مسارات الفشل الذي يترنح ضمنها حلف العدوان امتدادا من تركيا الى أميركا والغرب ومعهم الكيان الإسرائيلي، حيث يتسابق اولئك الحمقى المقامرون لحصاد خيباتهم.
وعلى ما يبدو لم يعد هناك اي وقت إضافي .. فبعد كل المتغيرات الحاصلة والتي بدأت بالسير وفق التوقيت السوري، تحاول قوى الشر تغيير بعض اساليبها للوقوف على مزيد من الفوضى، انطلاقاً من أميركا التي تعتنق الكذب نهجا وسبيلا فيما يخص انسحابها وعدد القوات المحتلة التي ستبقي عليها في سورية، أما اردوغان العثماني ومعه الاسرائيلي فقد غلب عليهما الوهم الاستعماري كل من مطرحه، وعادوا الى فكرة التوسع في ادلب والجولان السوري المحتل.
وانطلاقا من اصرار الدولة السورية على إعادة كافة المهجرين بفعل جرائم التنظيمات الارهابية الى مناطقهم وتشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى وطنهم حثت روسيا وسورية المجتمع الدولي على دعم فكرة إزالة مخيم الركبان، ودعتا الأردن للانضمام إلى عملية عودة اللاجئين السوريين.
ولم تتوقف الدعوات عند موضوع عودة المهجرين فقط بل تعدتها الى وجوب إغلاق مخيم الركبان الذي بات بمثابة سجن واسع ترزح تحته جميع حالات الانسانية المسلوبة والمذبوحة بالسكين الاميركي والارهابي.
في سياق متصل دقت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) ناقوس الخطر بخصوص الظروف الإنسانية داخل مخيم الهول شمال شرقي سورية، الذي يستقبل النساء والأطفال الخارجين من آخر جيب لتنظيم «داعش» الوهابي في المنطقة.
وأكدت المنظمة الإغاثية ، في بيان أصدرته أمس، وفاة 12 شخصا من الدفعة الأخيرة التي وصلت المخيم الليلة قبل الماضية، وأن حصيلة الذين توفوا في طريقهم إلى المخيم أو عقب وصولهم بلغت بذلك 138 شخصا منذ أوائل كانون أول الماضي، معظمهم أطفال.
وتضم الدفعة الأخيرة، حسب اللجنة، ألفي امرأة وطفل، ويحتاج 60 منهم إلى المساعدة الطبية العاجلة في مستشفى.
ويأتي ذلك في وقت يزعم فيه مرتزقة «قسد» المدعوم أمريكيا بأنه يقترب من تطهير ما تبقى من آخر جيب لـ»داعش» في الجزيرة السورية، وهو قرية الباغوز.
ويرى محللون أن المشاهد القادمة من الباغوز وما يجري هناك تظهر بأن المعركة التي يقودها مرتزقة «قسد» ضد آخر معاقل تنظيم «داعش» في مخيم الباغوز، لا تتعدى مشاهد إعلامية يتم تسويقها للتغطية على عمليات نقل عناصر التنظيم الارهابي إلى مناطق أخرى وبمسميات جديدة.
في وقت سابق، أكدت مصادر ميدانية خروج الآلاف من ارهابيي «داعش» من الباغوز، ضمن الصفقات القذرة المبرمة بين واشنطن وقسد من جهة وعناصر التنظيم الاهابي من جهة أخرى.
وأشارت معلومات إلى مفاوضات تجري بين «التحالف الاميركي» ومرتزقة «قسد» من جهة و»داعش» الارهابي من جهة أخرى لنقل ارهابيي التنظيم إلى الأراضي التركية أو العراقية.
يذكر أن المدينة تتعرض بشكل شبه يومي الى قصف وحشي اميركي بعضه يكون بالأسلحة المحرمة دولياً، يذهب ضحيته عشرات المدنيين تحت حجة محاربة «داعش» الارهابي، فيما يغرق المجتمع الدولي في سباته ويغض النظر عن جرائم واشنطن بحق المدنيين في سورية.
وبين كل تلك المراوغات مازالت واشنطن تسعى لابقاء عدد من قواتها المحتلة على الاراضي السورية لتنفيذ اجنداتها، حيث ظهرت معلومات تنادي بإبقاء واشنطن ما يقارب الف عسكري اميركي، في حين عمدت واشنطن الى نفي تلك الاخبار، وأكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه سيترك 400 جندي في سورية تحت مزاعم القضاء على آخر معاقل تنظيم «داعش» الارهابي.
أما دمشق فقد أعلنت رفضها المطلق لهذا الامر وقدمت رسائلها بأن كل شبر من الجغرافية السورية سيتم استعادته عاجلاً ام آجلاً، في حين كان لحلفائها في حلف المقاومة التأكيد ذاته على خروج كافة القوى المحتلة من الاراضي السورية.
محللون يرون ان واشنطن عازمة على ابقاء قوات لها في سورية وبأن قرارها بالانسحاب خدعة وهذه الاعداد من القوات الاميركية المحتلة ستبقى ضمن الاهداف التي تحتاج تنفيذها واشنطن بما يخدم اجنداتها التخريبية الاستعمارية وهي رهن تلك الاجندات الخبيثة.
الى تركيا فلا يزال المشهد والمعطيات القادمة من الشمال تتحدث عن العلاقة القوية بين ارهابييي النصرة وانقرة، في ظل تعاون الاخيرة مع عناصر التنظيم الارهابي فبعدما حاولت»جبهة النصرة» الارهابية عرقلة تسيير الدوريات التركية لأن أنقرة لم تشاركهم فيها، أعلنت القوات التركية أنها ستتشارك بدورياتها مع «جبهة النصرة» الارهابية في إدلب، وذلك بعد محادثات بينهما للوصول إلى حل يرضي «النصرة» الارهابية.
أما جنوباً فلا يزال الكيان الاسرائيلي الغارق في اوهامه التوسعية العدوانية يلهث وراء اوهام ضم الجولان المحتل وذلك بعد سلسلة من الفشل الذريع تلقاها الصهيوني على ايدي ابطال الجيش العربي السوري من خلال القضاء على مرتزقته الارهابيين داخل الاراضي السورية ولاسيما في الجنوب.
الى ذلك زعم موقع «والا» الصهيوني، أمس، أنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة الأميركية، اعترافها بـ»السيادة الإسرائيلية» المزعومة على الجولان المحتل، خلال زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض يوم الاثنين المقبل.
وكان نتنياهو قد طلب من واشنطن الاعتراف بالسيادة «الإسرائيلية» المزعومة على الجولان السوري المحتل كجزء من صفقة الانسحاب العسكري الأميركي من سورية.
وكانت واشنطن عمدت الى الاعتراف مسبقاً بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي ونقلت سفارتها من «تل ابيب» الى القدس المحتلة كخطوة من هذا القبيل بما يخالف القوانين والأعراف الدولية.
على الصعيد الميداني تواصل «جبهة النصرة» الارهابية من خروقاتها لاتفاق «خفض التصعيد» في إدلب خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن الجيش العربي السوري دائماً يبقى في المرصاد حيث تصدت قواته لمحاولة تسلل لارهابيين يتبعون لـ»جبهة النصرة» في ريف حماة الشمالي.
وأظهرت معلومات أن وحدات الجيش العربي السوري رصدت تحركا لعدد من الارهابيين انطلقوا من الأطراف الشرقية لقرية لحايا وتحركوا باتجاه نقاط تتبع للقوات السورية في ريف حماة الشمالي بهدف مهاجمتها، قبل أن تستهدفها الأخيرة بعدة قذائف مدفعية أدت إلى مقتل وجرح عدد من الارهابيين المهاجمين.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الجمعة 22-3-2019
الرقم: 16938