لم يشهد التاريخ غباء كالذي يبدو عليه ترامب فالمشهد كفيل أو ثور هائج أفلت من كل الحبال والقيود واندفع كما الناقة العمياء خبط عشواء يضرب ذات اليمين وذات الشمال تقوده غريزة القوة التي عادة حتى عند الثيران يمكن ترويضها لكنها عند الإدارة الأميركية خرجت عن السيطرة..وبدأ مشهد الغطرسة هو الذي يقودها بكل ما تقوم به..لا القانون الدولي ولا مبادئ الشرعية الدولية التي غالبا ما تلجأ إليها اميركا كمنصة لتأديب من لا يمضي بركبها والقرارات جاهزة.
هذا واقع لايمكن لاحد ان ينكره لكن غرور القوة ليس دائما يصرف ويأتي بالنتائج المرجوة منه فالشعوب تعرف كيف تقاوم وتتحدى الطغيان وترسم دروبها نحو افق جديد.
السوريون الذين قاوموا الإرهاب لعقود من الزمن بشكل غير مباشر والآن بشكل مباشر منذ تسع سنوات..يعرفون أن الإدارة الأميركية لايمكن أن تكون يوما مع الحق ولا تنصر شرعة الأمم المتحدة وهي دائما بصف المعتدي ولهذا لم يكن رهاننا كسوريين الا على أنفسنا وتفجير طاقاتنا وشحذها من أجل تحرير الأرض السورية كاملة.. من الجولان إلى اللواء وكل بقعة دنسها معتد، القرار ليس لحظة عابرة ولا هو مبني على فراغ والجولان العربي السوري الذي يشكل قلب سورية وعمقها كان ومازال نقطة قوة وكبرياء و لايمكن لأي قرارات غبية حمقاء أن تنقص من مكانته وسوريته بل يجب القول إن كبائر حماقات هذا المشهد الذي بدا فيه ممسكا بما سماه الاعتراف باحتلال الكيان الصهيوني الجولان أقول احتلال وليس سيادة فالسيادة للدول وليس للكيانات…المشهد وصمة عار بحق وتاريخ العالم كله ومن يدعي انه حريص على سيادة الدول.
فكم هو مشين بحق الأمم المتحدة ومؤسساتها أن يأتي أحمق وبجرة قلم يدعي انه وارث الارض يوزعها كما لو كان إلهاً..
الخطوة التي استحقت إدانات العالم كله…نعرف انها حبر على ورق بالنسبة لنا لكن نتائجها كبيرة وسيكون القادم على غير ما تحمله رياح ترامب.. دروب السوريين خطواتهم إرادتهم واحدة وعزمهم أن كل شبر سوري هو قلب دمشق وتحرير الجولان آت ليس إنشاء ولا تعبيراً إنما وعد وعهد وميثاق كتبته دماء الشهداء.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 2-4-2019
الرقم: 16946