جرائم أميركا في «الركبان» تحشر المجتمع الدولي بخانة التواطؤ…بعد فانتازيا دحر داعش .. واشنطن تتخلى عن كومبارس «قسد» وتضعهم على لهيب الاحتراق
اصبح جلياً لكل ذي ادراك وتمعن بحالة التخبط الاميركية الاخيرة التي تمثلت بالتصريحات المعتوهة والهلوسات المرضية التي تشدق بها دونالد ترامب بخصوص الجولان السوري المحتل تعود الى فشلها المحتوم في تحقيق اي هدف من اهدافها الاستعمارية في سورية ، ففجورها لم يقتصر فقط على الخطوة الرعناء الأخيرة بشأن الجولان المحتل والتي هي عبارة عن هاجس تتمنى تحقيقه واشنطن هي وحليفتها اسرائيل انما تعدى ذلك ليصل لحد مساعيها المشبوهة لتقسيم سورية التي تعلم بأنه باتت من الماضي مع تحقيق الجيش العربي السوري للانتصارات اليومية وقرب تحرير كامل الجغرافيا السورية، لتتكشف مجدداً اجراءات واشنطن القمعية وجرائمها بحق سكان مخيم الركبان، وتبرز خيبات مرتزقة قسد الى الواجهة وبحثها عن مخارج احتيالية لازماتها بعد تخلي واشنطن عنها.
فبعد مزاعم مرتزقة قسد المدعومة من الولايات المتحدة القضاء على تنظيم داعش الارهابي بدأت تتبلور الخطة الامريكية المشبوهة وتتكشف النيات الخبيثة لواشنطن، حيث اعلن متزعم في مرتزقة قسد أن الولايات المتحدة تسعى في المرحلة الحالية إلى تقسيم المنطقة في أراضي الجزيرة السورية، وأن عددا من القوى المنضوية تحت العباءة الاميركية تسعى إلى مشاركة واشنطن بالتواجد في هذه المنطقة الجيواستراتيجية مبيناً في الوقت ذاته أن هدف واشنطن من إنشاء ما تسمى «منطقة آمنة» شمالي سورية هو كسب ود تركيا.
امام هذا الوقائع التي تؤكد أن «قسد» باتت عبارة عن ورقة مهترئة سترميها واشنطن بأي لحظة بعد هذه الحقائق خدمة لمصالحها تدعي «قسد» اليوم رغبتها بالعودة الى الحضن السوري وهذا ما اكده ما يسمى القائد العام لمرتزقة قسد الذي قال ان «قسد» جزء من سورية ولا تنوي الانفصال عنها داعياً إلى ضرورة إيجاد حل مع دمشق بشأن القضايا الخلافية، مشيراً الى أن علاقة «قسد» مع الولايات المتحدة الأمريكية تدهورت بعد قرار أميركا المزعوم بالانسحاب من سورية، وأن واشنطن تخلت عنهم ودفعت تركيا إلى تهديدهم بشن عدوان عسكري ضدهم في الجزيرة السورية.
مراقبون للمشهد رأوا ان هذه التصريحات لمتزعمي «قسد» تأتي كإشارة لإعادة الحسابات ومحاولة لترتيب الصفوف داخل «قسد» بعد يقينهم بتخلي واشنطن عنهم, هذه الوقائع التي تسلط الضوء على الاطماع الاميركية وانتهاء الدور المنوط بمرتزقة قسد من قبل واشنطن جاءت مع تكشف المزيد من اكاذيبها واكاذيب تحالف واشنطن المزعوم بشأن القضاء على «داعش»، فبعد مزاعم قسد وتحالف واشنطن بالقضاء على تنظيم داعش الارهابي في سورية، اندلعت اشتباكات بين «قسد» والتنظيم الارهابي بقرية الباغوز في ريف دير الزور الشرقي.
وأكدت مصادر أن «قسد» هاجمت الأحد الماضي، بدعم من طائرات تحالف واشنطن المزعوم أحراشاً وأنفاقاً في القرية، كما شن طيران تحالف واشنطن الارهابي عدة غارات على البلدة ولفتت المصادر إلى أن هذه الهجمات تأتي لتبرير حالة الفلتان الأمني المتفشية في المناطق التي تنتشر بها «قسد» التي تواصل عمليات الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين في مناطق سيطرتها.
وفي سياق الحديث عن التصريح العدائي من ترامب بشأن الجولان المحتل رأى محللون ان خطوة ترامب بشأن الجولان المحتل تفتقد لأي معنى قانوني، ودليل قاطع على انسداد كل أفق ممكنٍ للتسويات في المنطقة، ومؤشر مهم إلى أن الصراع دخل طوراً جديداً من التوتر الذي سيبدأ بالتصعيد والتسخين الميداني، ولا يبدو أن أفقه الأخير يمكن أن ينتهي بغير الحرب الشاملة.
وبحسب المحللين فان خطوة ترامب بشأن الجولان يمكن وضعها في سياق صكوك ترضية يقدمها ترامب لإسرائيل قبل تنفيذ ما وعد به ناخبيه الأميركيين، بإخراج الجيش الأميركي من البؤر الساخنة في الشرق الأوسط، والذي كلف تورط واشنطن فيها 7 تريليونات دولار كما يدعي ترامب دائماً.
بين الفشل الاميركي الذريع في سورية وحقائق مساعي «قسد» لاستجداء سورية للعودة الى الحضن السوري تتوالى فضائح جرائم واشنطن بحق سكان مخيم الركبان الواقع تحت السيطرة الاميركية ، حيث أكدت مصادر مطلعة بان ما يجري في مخيم الركبان هو انعكاس للوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية الاجرامية في العالم ، نظراً للأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها سكان المخيم جراء عمليات التعذيب والاعتقال ومنع أبسط الحقوق.
واشارت المصادر أن القوات الأمريكية المحتلة المتواجدة في قاعدة التنف، القريية من المخيم، تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى سكانه، وتعرقل خروجهم منه، وتوجههم إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية.
ودعت المصادر منظمات حقوق الإنسان في العالم للمساعدة في خروج سكان المخيم من ما وصفته بـ»جهنم» الموجود في الركبان، والسماح لهم بدخول المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، لتقديم المعاملة الأمثل والأفضل، كما يشهد بذلك الفارون من المخيم, وبينت المصادر بأن الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تنظر إلى هذا المخيم على أنه إحدى الأوراق التي يمكن أن تستغلها في المنطقة، نظراً لخسائرها في الملف السوري.
هذا ويعتبر مخيم الركبان نموذجاً لأبشع أنواع التسلط والإجرام الذي يمارس على المدنيين، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والمجموعات الإرهابية المسلحة التابعة لها في منطقة الجنوب السوري على الحدود مع الأردن.
ميدانياً ورداً على تكرار خرقها لاتفاق منطقة خفض التصعيد وجهت وحدات من الجيش العربي السوري ضربات مكثفة على مواقع انتشار المجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والمنتشرة في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي.
ونفذت وحدات من الجيش عمليات موسعة على أوكار وتحصينات إرهابيي «الحزب التركستاني» في أطراف بلدتي العنكاوي وشورلين بالريف الشمالي, واسفرت العمليات عن تكبيد إرهابيي «الحزب التركستاني» خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير أوكار ومواقع محصنة وكمية من الأسلحة والذخيرة لهم.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 3-4-2019
رقم العدد : 16947