يجب إعادة «الكيميائية» إلى مسار العمل التوافقي.. ونرفض محاولات تسييسها…موسكو: واشنطن تتعمد استمرار معاناة المحتجزين في «الركبان».. وحججها واهية
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو معنية بتجاوز منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لأزمتها، مشيراً إلى أن المنظمة تعيش انقساماً حقيقياً، والوضع فيها لا يرضي في ظل محاولات تسييس مختلف جوانب أنشطتها.
وقال لافروف خلال لقائه الأمين العام للمنظمة فرناندو أرياس غونزاليس إن موسكو قلقة حيال تشكيل آلية توجيه التهم في المنظمة، الأمر الذي يعتبر انتهاكاً لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية في صلبها، مضيفاً بالقول: نحن على ثقة تامة بأنه لا يمكن دون حشد الجهود المشتركة وتعاون جميع الدول التي تدرك عمق المشكلة، إنعاش المنظمة وإعادتها إلى مسار العمل التوافقي بلا أي وجه من التسييس.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت الشهر المنصرم أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصبحت أداة جيوسياسية لتحقيق مصالح عدد من الدول وذلك في إشارة إلى التقرير الذي أصدرته بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة حول الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما.
ورفضت موسكو تمويل الجهاز الخاص الذي قررت المنظمة استحداثه لتنفيذ صلاحياتها الجديدة المتعلقة بتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في العالم.
في الأثناء انتقدت وزارة الدفاع الروسية استمرار الولايات المتحدة في تأجيل حل كارثة مخيم الركبان الذي يوجد فيه آلاف المدنيين المحتجزين من قبل المجموعات الإرهابية وقوات الاحتلال الأمريكي.
وأوضح مدير مقر الهيئة التنسيقية الروسية حول عودة المهجرين السوريين العقيد ميخائيل ميزنتسيف أن الولايات المتحدة تتعمد تأجيل حل مشكلة مخيم الركبان ولا تسمح بدخول منطقة التنف التي تحتلها وتصمت عما يدور في المخيم.
وشدد المسؤول العسكري الروسي على أن جميع الحجج الأمريكية حول عدم استعداد الحكومة السورية لاستقبال محتجزي مخيم الركبان واهية ولا أساس لها من الصحة.
ولفت ميزنتسيف إلى أن ممثلي واشنطن رفضوا مرة أخرى الدعوة للمشاركة في الاجتماع التنسيقي الثالث لوضع خطوات مشتركة ملموسة لإغلاق مخيم الركبان في الـ 9 من الشهر الجاري.
وتابع:»مرة أخرى، ندعو ممثلي واشنطن وفي موعد احتياطي في 9 نيسان 2019، للمشاركة في الاجتماع التنسيقي الثالث لوضع خطوات مشتركة ملموسة لإغلاق الركبان.
ورفضت الولايات المتحدة حضور الاجتماع التنسيقي الذي عقد في الـ26 من الشهر الفائت في ممر جليغم شرق منطقة ظاظا بريف حمص الشرقي بمشاركة ممثلين عن الجهات الحكومية ومركز المصالحة الروسي ووجهاء القبائل في المخيم لإيجاد حل نهائي لمعاناة آلاف المهجرين السوريين الذين تحتجزهم قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها في مخيم الركبان.
وفي هذا الإطار أشار بيان صادر عن مقر الهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين اليوم إلى أن جميع حجج الجانب الأمريكي حول عدم استعداد الحكومة السورية لاستقبال سكان مخيم الركبان «مختلقة ولا أساس لها من الصحة، ويدل على ذلك استمرار عودة المهجرين السوريين من الأردن ولبنان حيث عاد في الأشهر الثمانية الماضية أكثر من (170) ألفاً إلى مناطقهم المطهرة من الإرهاب وهو ما يمثل أربعة أضعاف عدد قاطني المخيم الحاليين».
وأكد البيان أن الحكومة السورية «منفتحة تماماً على العمل مع ممثلي الأمم المتحدة وتتطلع إلى مزيد من المساعدة الفعالة في تنفيذ خطوات عملية لإعادة إسكان مهجري مخيم الركبان».
وتحتجز واشنطن عبر مجموعات إرهابية تابعة لها تنتشر في مخيم الركبان في منطقة التنف التي تحتلها قوات أمريكية عشرات آلاف اللاجئين السوريين منذ أكثر من خمس سنوات في ظروف مأساوية تنذر بحدوث كارثة إنسانية في ظل النقص الشديد في متطلبات البقاء على قيد الحياة من مياه وأدوية وطبابة وغيرها.
بموازاة ذلك أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين أن العمل لتحقيق عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم مستمر بالتعاون مع الحكومة السورية وكل من يساعد على تحقيق هذا الأمر.
وأوضح زاسبكين خلال لقائه أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن هناك العديد من العراقيل التي تواجه ملف عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم منها وجود جهات دولية تحاول منع هذه العودة.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 3-4-2019
رقم العدد : 16947