عندما تكون وجهتك إلى بلدة قنوات لابد لك أن تذكر أوابدها الأثرية التي تدل على حضارة ضاربة في عمق التاريخ، ومضافاتها كشواهد على تاريخ أهلها الحافل بالبطولات والتضحيات في مقاومة ومقارعة الاستعمار بكل أشكاله وأنواعه وألوانه، أبناؤها مازالوا على العهد الذي قطعوه على أنفسهم بالوفاء والولاء للوطن وبذل الغالي والنفيس من أجل عزته وكرامته، أقواس النصر فيها منتصبة وأضرحة الشهداء فيها شامخة تتوزع في مداخلها وساحاتها وعلى جانبي الطريق المؤدي إليها تروي حكايات البطولة والفداء، وكما يقال لكل امرئ من اسمه نصيب، وهكذا كان الشهيد معز جادالله شلهوب يمتلك من العزة والكرامة والشهامة والشجاعة والإقدام ما أهله لنيل شرف الشهادة في سبيل الوطن وعزته وكرامته.
والد الشهيد السيد جادالله شلهوب قال: لقد كان الشهيد معز يحمل قلبا كبيرا مملوءا بحب الوطن ونبله الذي اتسم به منذ نعومة أظفاره وشهامته وحماسته وإقدامه واندفاعه أهله ليلتحق بقوافل شهداء الوطن أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، وليسجل اسمه مع رفاقه الشهداء في سجل الخالدين. وأضاف: إن استشهاد ولدي معز وسام عز وفخار نعلقه على صدورنا، فالوطن الذي أعطى أبناءه الكثير يستحق ويحتاج إلى تضحياتهم وبذل الأرواح دفاعا عنه ليبقى كريما موفور الكرامة. وللشهيد شقيقان ربيتهما وعلمتهما حب الوطن والذود عن حياضه ولن يكونا إلا في مقدمة المدافعين عن سيادة سورية وقرارها الوطني المستقل عندما يستدعي الواجب ذلك ولن يضلا الطريق الذي اختاره شقيقهما الشهيد طريق العزة والكرامة طريق الشهادة التي نعتز بقيمها ومعانيها السامية.
والدة الشهيد السيدة منيرة فرج قالت: زففت ابني عريسا كرمى لعيون سورية، ومعز كان مثالاً يحتذى به في الصدق والإخلاص بارا بوالديه محبا بالجميع الناس، وكان قطعة من كبدي، ولايمكن أن أنسى ابتسامته وضحكته ووجه السموح وروحه الطاهرة التي تحوم في كل جنبات البيت، وعزائي أنه قضى من أجل عزة الوطن وسيادته ليسجل اسمه في سجل الخالدين، فالرحمة له ولجميع شهداء الوطن ومثواهم الجنة إن شاء الله، وأقول لجميع أمهات الشهداء: دماء الشهداء لن تضيع سدى فهي سترسم ملامح المستقبل الواعد المشرق لسورية وتطهرها من العابثين بأمنها واستقرارها، والشهداء لايموتون فهم أحياء عند ربهم يرزقون.
شقيقا الشهيد مقدام ومعتز شلهوب قالا: لقد كان الشهيد معز بطلا مقداما لا يهاب الموت ولا يعرف الذل والهزيمة، وكان يعتبر الوطن كالأم لا يساوم عليه ولا يفرط به، وإن الأمانة التي استشهد شقيقنا من أجلها ستبقى مصانة وسنحافظ عليها مهما بلغت التضحيات رحم الله الشهيد وجميع شهداء الوطن فهم الخالدون أبدا في الذاكرة والقلوب.
شقيقات الشهيد إيمان وإخلاص وحنان وأماني شلهوب عبرن عن فخرهن واعتزازهن بشقيقهن الشهيد وأكدن أنه كان أخا عطوفا محبا لأشقائه وأهل بلدته، ترك فراغا كبيرا في حياتنا، فراغ ستملؤه ذرا أخلاقه النبيلة وسجاياه الحميدة تغمده الله بواسع رحمته، وهو لم يمت لأن الشهيد لايموت لأنه بحجم الوطن والوطن لا يموت أبدا.
الشهيد البطل معز جادالله شلهوب من مواليد بلدة قنوات 1988 عازب، نال شرف الشهادة بتاريخ 7 2/ 2 / 2015 أثناء تأديته لواجبه الوطني في التصدي للمجموعات الإرهابية في محافظة ريف دمشق، رقي الشهيد إلى رتبة ملازم شرف ومنح وسام الإخلاص من الدرجة الرابعة تقديرا لتضحياته في سبيل عزة الوطن وأمنه واستقراره وسجل اسمه في سجل الخالدين
رفيق الكفيري
التاريخ: الأربعاء 10-4-2019
رقم العدد : 16953