«انتخابات» التطرف وتعويمه

يحشد زعماء التطرف في كيان الاحتلال الإسرائيلي للفوز بمنصب رئيس حكومة الاحتلال، وأي يكن الفائز بين المتنافسين الستة، ولو كانوا عشرين، لكانوا عشرين وجهاً لمتطرف واحد، فمن يشغل هذا المكان لن يكون سوى متطرف ينفّذ سياسات قتل وتهجير ضد الفلسطينيين وضد السوريين والعرب.
فالكل يعلم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتكرت على مدى سبعين عاماً ماركة التطرف والعنصرية عالمياً، فكانت جميع بيانات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن تدين العنصرية الإسرائيلية في كل مرة يناقش فيها مجلس الأمن القضية الفلسطينية والوضع في الجولان السوري المحتل والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
وخلال العقدين الماضيين عمدت الاستخبارات الغربية إلى تعويم التطرف في المنطقة العربية وإلصاق صفة التطرف والإرهاب بالإسلام في سعي محموم لطمس التطرف والإرهاب الإسرائيلي، ويبدو أن العملية نجحت إلى حد ما.
فالنظام السعودي سبق كيان الاحتلال الإسرائيلي في قصف المدنيين الآمنين في منازلهم ومدارسهم ومشافيهم ولم يعد قتل الأطفال فعلاً إسرائيلياً بحتاً، فقد تطوع النظام السعودي وعلى مدى أعوام خمسة لإمطار أطفال اليمن بالصواريخ الأميركية الذكية كما تفعل «إسرائيل» بأطفال فلسطين ولبنان وسورية.
لقد نجح المخططون في تحويل منطقتنا إلى مكان للتطرف والقتل بتسليح غربي وتمويل سعودي وليصبح عدو شعوب المنطقة -كيان الاحتلال الإسرائيلي- جزءاً من المنطقة وليس دخيلاً عليها، وما نراه من حملات تطبيع نتيجة طبيعية لهذا الأمر.
لقد وصل المتطرف دونالد ترامب إلى سدة البيت الأبيض بتصفيق عربي وربما بدعم وتمويل لم يكشف عنه بعد، فكيف لا يصل إلى رئاسة سلطة احتلال عنصري شبيه ترامب وحليفه الذي وهبه بالأمس ما لا يملك!!
وفي تركيا رئيس عنصري متطرف حوّل بلاده إلى عدو لدول المنطقة وشعوبها من خلال دعمه القتل والتطرف والإرهاب في سورية والعراق.
لا عجب فجميع الدول العربية تعرضت لعمليات ممنهجة لإثارة الفوضى والقتل فيها، لا لسبب سوى لتعويم نظام القتل الإسرائيلي وتبرير وجوده على حساب دماء شعوبنا، فليبيا الغارقة في بحر دماء أبنائها منذ تسعة أعوام لا تعرف كيف تخرج من النفق، واليمن المذبوح بسكين نظام السعودي يموت كل يوم ألف مرة، وفي كيان الاحتلال «انتخابات» لاختيار رئيس حكومة!!
المتطرفون يقودون العالم اليوم فلا تعجبوا من أنهار الدماء ولا من سيارات القتل المتنقلة المحشوة بالسيفور العقلي الذي لن تقف في وجهه كل أجهزة كشف المتفجرات.. وليعلم الجميع أنه من غير الوعي والانتماء إلى الوطن لن يكون لنا مستقبل في هذا العالم المتطرف.

عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 10-4-2019
رقم العدد : 16953

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة