حالة من الإرباك والفوضى تسود محطات الوقود بسبب النقص الحاصل بمادة البنزين وتقلص الكميات جراء العقوبات الاقتصادية الجائرة، فبات المشهد شوارع مغلقة وساعات انتظار طويلة سببت ازدحامات مرورية أمام المحطات، فضلاً عن الوقوف بالاتجاه المعاكس لسير المركبات.
خشية المواطنين من فقدان المادة وتدافعهم لتعبئة البنزين فاقم من الوضع وزاد من استجرار كميات متزايدة من المادة، وسط تهافت أصحاب السيارات من كافة النواحي وخلق أزمة سير، إضافة إلى الانتقال من محطة إلى أخرى للتمكن من الحصول على البنزين بعد طول عناء وانتظار.
عملية البحث عن البنزين مستمرة بسبب إغلاق الكثير من المحطات لعدم توافر المادة، والمعاناة مع جشع وطمع أصحابها بتحقيق أرباح إضافية، فضلاً عن عمليات الغش ومزج البنزين بالمياه والزيوت المحروقة والعبث بالعدادات.
والأهم أن عدم الالتزام بالدور أمر آخر، فالانتظار يفوق الساعات أحياناً، وقد يطول لأكثر من ذلك بسبب ظاهرة (الخيار والفقوس) في معظم الكازيات، وقيام البعض بتجاوز الدور، إضافة إلى قيام عدد من الأشخاص المتواجدين لتنظيم الدور بتزويد السيارات مقابل منفعة مادية، ناهيك عن أن البنزين أصبح له سوق سوداء.
حتى أن الطلب على المادة خلق حالة من الجشع والطمع لدى بعض أصحاب سيارات الأجرة والنقل العام، حيث وبسبب عدم توافر المحروقات برزت زيادة تعرفة النقل الخاضعة إلى مزاجية السائقين والذين يعزونها إلى وقوفهم الطويل أمام الكازيات.
الأمر يحتاج إلى تعاون الجميع وأصحاب السيارات بالدرجة الأولى للخروج من الأزمة، والاكتفاء بالحاجة الضرورية من المادة لتجاوز هذه المرحلة، لأنه ليس من المعقول استغلال الأوضاع التي تمر بها بلدنا على حساب المواطن.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 16-4-2019
رقم العدد : 16958