صهاريج الأزمة

 

 

 

 

 

ارتفعت الأصوات المطالبة بالسماح للقطاع الخاص لاستيراد البنزين أسوة بالمازوت، مع العلم أن الأمر متاح لأي شخص ولكن عن طريق مكتب تسويق النفط في رئاسة الحكومة، أما المطالبون بالاستيراد خارج هذا الإطار فهم يريدون الاستيراد والبيع المباشر دون المرور بالمؤسسات الحكومية، ما يعني البيع الكيفي وبالسعر الكيفي وقد لمسنا المشكلة في موضوع توريد المازوت للصناعيين، بالعودة إلى إمكانية توريد البنزين عن طريق مكتب تسويق النفط، فهذا الأمر متاح وبتسهيلات كبيرة مع الإشارة إلى أن الدولة تشتري البنزين من الموردين بسعر أعلى مما تبيعه للمواطنين التزاماً بتقديم الدعم، فعلى من يرغب بتوريد البنزين من مبدأ وطني مع حقه الشخصي بالربح فالأمر متاح ومرحب به مع التقدير، أما من يطالب من مبدأ تاجر الأزمة فالشارع لم يعد يحتمل مزيداً من الضغوط والتلاعب والإشاعات.
الأصوات التي ترتفع من هنا وهناك وتتبنى روايات وطروحات يخفي مُطلقوها الكثير من الجشع والاستثمار في الأزمة أوصلت الأمور إلى حالة كارثية والأمثلة كثيرة وموثقة، فالازدحام على المحطات سببه بجزء منه نقص المادة ولكن الإشاعات ساهمت بجزء آخر، ففي يوم واحد تم تعبئة 200 ألف سيارة 38 ألف سيارة منها تعبئتها أقل من عشرين ليتراً، أي قسم كبير من الناس ذهب إلى محطات الوقود تحت تأثير الإشاعة والخوف، كذلك الأمر تناقلت المواقع بالأمس مقطع فيديو لعدد من الصهاريج قيل إنها قادمة من العراق، ولكن هل فكر أحد بزمن دخول هذه الصهاريج؟ هل كانت بالأمس أم من العام الماضي؟ وهل يعتقد أن الجهات المعنية تتردد في الإعلان عن ذلك فيما لو كان الأمر صحيحاً لتخفف من حالة ضغط الشارع؟ وللعلم فإن احتياج سورية اليومي من النفط هو 1500 صهريج فما الذي يُمكن أن يفعله 20 صهريجاً أو أكثر فيما لو كان الأمر صحيحاً؟
من حق أي شخص أن يرفع صوته للمطالبة بحاجاته وليس لأحد أن يلومه ومن حقه أن يعرف الواقع، ولكن علينا ألا نكون صوتاً لمن يتلذذ في زيادة الضغوط علينا ليجني المزيد من المكاسب، ومن حق المواطن على الجهات المعنية أن توفر احتياجاته وإن لم تتمكن، تكون شفافة معه على الأقل، وأن تتحمل كافة الجهات الحكومية مسؤوليتها ولا تلقي باللوم على جهة معينة لأن البلد للجميع والواجب على الجميع.

معد عيسى

التاريخ: الثلاثاء 16-4-2019
رقم العدد : 16958

آخر الأخبار
صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة