ثورة أون لاين – ياسل معلا :
لقد دفعت ظروف الحرب والحصار والعقوبات احادية الجاني التي اشتدت مؤخرا إلى اتخاذ مجموعة من الاجراءات (الضرورية) للتخفيف قدر الامكان من الاثار السلبية لما نحن فيه وكذلك الامر ثمة اجراءات تنظيمية اتخذت للتعامل مع الظروف المتغيرة وتنظيم العمل وتحقيق الوفر وضبط النفقات ما امكن.
في هذا الاطار شهدنا اعتماد الية جديدة لاستجرار الدواء عبر اللجنة المشكلة برئاسة وزير الصحة والتي انيط بها مهمة استجرار الدواء لكافة الجهات المعنية في سورية حتى ولو لم تتبع لوزارة الصحة وعليه باشرة اللجنة في ممارسة عملها وكان اول النتائج انها حققت وفر مالي كبير للدولة وصل إلى ما يقارب 7.628 مليار ل.س، من خلال سد العديد من ثغرات الفساد والهدر التي كانت تحصل قبل توحيد آلية شراء الأدوية والتجهيزات والمستلزمات الطبية وحصر تلك الآلية بجهة واحدة..
اعتقد أن محور هذا التوجه الذي بدأت تخطو فيه الدولة السورية قد ترجم بشكل عملي خلال اللجنة فإذا كان اول الغيث وفر تجاوز 7 مليارات ليرة سورية فمن المنطقي ان توقع نتائج ايجابية مماثلة مستقبلا هو أمر يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح..
الدولة السورية تعاملت ايضا مع اعضاء اللجنة بلفتة مميزة حيث قامت بتكريم لجنة وزارة الصحة المعنية باستجرار المستلزمات الطبية من اعلى المستويات وذلك تأكيدا لمبدأ لا يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون ومن عصم نفسه عن الخطأ وسد باب الفساد وحقق للدولة وفرا ماليا هي في أمس الحاجة إليه لا بد أن يقدر ويكافأ وهذا الذي تم بالفعل..
وكما هي العادة فإن القرارات الجديدة والتي من شأنها التسبب بمنع الهدر والحد من الفساد لن تكون مرحب بها من قبل اصحاب المصالح حيث أن عمل اللجنة وما قامت به كان مثار إشاعات عديدة انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي مؤخرا، وهدفت بمعظمها لتحويل الفاسد إلى مظلوم، والمظلوم إلى فاسد أمام الرأي العام، بعد تضرر مصالح مطلقي تلك الإشاعات ومن البديهي إن قيام وزارة الصحة بتطبيق ألية الاستجرار الموحدة، التي حققت وفورات مالية كبيرة نتيجة تأمين الإحتياجات الدوائية وغسل الكلية، تعارض مع مصالح الفاسدين وأصحاب النفوس الضعيفة المرتبطين بمصالح مادية مع بعض الجهات الخاصة فكرسوا طاقاتهم في إثارة الشائعات والأخبار الكاذبة ونشرها بعد أن تضررت مصالحهم المادية بشكل كبير..
وعليه اعتقد أن الهجوم الذي تعرضت له اللجنة متوقع وهو يؤكد أن الامور تسير وفق الاتجاه الصحيح وستبقى القافلة تسير..