مازالت ألعاب المصارعة والملاكمة والكاراتيه وبناء الأجسام وغيرها من الألعاب التي تندرج تحت بند ألعاب القوة، تثبت أنها بيضة القبان في رياضتنا من خلال ماتحققه من إنجازات وألقاب وميداليات متنوعة في البطولات والدورات الإقليمية والقارية، وأنها لم تتأثر بالأزمة والظروف كما تأثرت بقية الألعاب وخصوصاً ألعاب الكرات.
ثمة أسباب جمة للمحافظة على البريق والرونق في هذه الألعاب، لكن أهمها وأبرزها وجود قاعدة متينة لها وخامات ومواهب تزخر بها جميع المحافظات يتمتع أبطالها ببنية جسدية قوية تؤهلهم لممارسة هذه الرياضات الشاقة، ولابد الحالة هذه أن يكون للوفر الكمي امتدادات على صعيد النوع ومفرزاته، فينتج عدداً كبيراً من المميزين والبارزين الذين يحتاجون اهتماماً ودعماً ورعاية وتدريباً ليكونوا أبطالاً يزينون صدر رياضتنا بالميداليات البراقة في المحافل الدولية، وعلى الرغم من انخفاض الكلفة المادية لتحضير وتأهيل هؤلاء الأبطال في هذه الرياضات الفردية قياساً على ما تتطلبه الألعاب الجماعية ومنتخباتها، بالتوازي مع ما تنجزه وتحققه من حضور فاعل ومؤثر وما تحصده من ميداليات، لكنها في الوقت ذاته لا تلقَ ما تستحقه من الدعم والتعزيز، وتبقى أسيرة التقشف وشد الحزام وخفض النفقات، ويمكن القول إنها باتت منتجة وغير مستهلكة، بينما بقية الألعاب تستهلك من دون مردود يذكر؟!
الاستثمار في الموارد البشرية أرقى الاستثمارات وأنجعها وأكثرها فائدة مادية ومعنوية، واستثمار الطاقات والقدرات الجسمية للاعبين بالشكل المناسب يخلق حالة من التفوق الرياضي في رياضات بعينها، أكثر من غيرها من الألعاب، وليس المطلوب كثيراً بوجود الأرضية الملائمة والقاعدة العريضة من المواهب والخامات والخبرات التدريبية والإدارية.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأربعاء 24-4-2019
الرقم: 16963