ثقافة التحكيم

 

يحتل التحكيم مكانة مهمة في تسوية المنازعات بين المتعاملين، وهو واحد من أهم الوسائل التي اعتمدتها الدول في فض النزاعات والخلافات بين الأشخاص أو المؤسسات أو غير ذلك من أشكال المنازعات التي تشهدها أروقة المحاكم، وقد عرفته العديد من الحضارات القديمة.
إن انطلاق التحكيم المؤسساتي في سورية بدأ مع صدور القانون الخاص بالتحكيم رقم 4 لعام 2008 وإلغاء الفصل الخاص بالتحكيم المنصوص عليه في قانون أصول المحاكمات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 84 لعام 1953 في المواد 506 إلى 534 منه، وبذلك فقد أصبح في سورية قانون خاص ينطبق على كل من التحكيم الداخلي والتحكيم التجاري الدولي بما تضمنه القانون من مواد تنظم آلية التحكيم من البداية حتى صدور حكم التحكيم وإكسائه صيغة التنفيذ.
وقد وصل عدد المراكز المحدثة إلى 58 مركزاً تحكيمياً خاصاً.
إن المرحلة القادمة تتطلب بشكل ضروري وجود التحكيم وذلك ليساهم مع القضاء في حل المنازعات التي ساهمت في نشوئها ظروف الحرب العدوانية على سورية، والتي لا يمكن للقضاء وحده أن يستوعبها نظراً لكثرة عددها وانتشارها وبالتالي تخفيف العبء عن القضاء عبر تقديم خدماتها التحكيمية، لذلك لا بد من إعادة تنشيط المراكز المحدثة والتي كان من بين أهداف إحداثها نشر ثقافة التحكيم في سورية والتعريف بها وإقامة الدورات لشرائح مختلفة من الناس والبدء باعتماده كواحد من الآليات التي يتم اللجوء إليها في فض المنازعات ولا سيما بين القطاعات الاقتصادية وشرح مزايا هذا النمط الحديث محلياً والقديم عالمياً، وبنفس الوقت لا بد من إشاعة التحكيم التجاري بين الفعاليات القانونية وعلى رأسهم المحامون الذين ما زال بعضهم يفضل عدم ذكر شرط التحكيم في العقود التجارية المبرمة بين أصحاب الفعاليات الاقتصادية للاستفادة من إطالة أمد الدعاوى المرفوعة أمام القضاء العادي وبالتالي تحقيق مكاسب مادية أكبر، بالمقابل يبدو التحكيم التجاري غير ذي جدوى ما لم يكن مقبولاً من الأطراف الرئيسية وهم المستمرون وأصحاب الفعاليات الاقتصادية ذات العلاقة المباشرة بهذه العملية.
يتميز التحكيم بالسرية والسرعة وقلة التكاليف قياساً بما قد يحتاجه الأمر للتقاضي في القضاء العادي، من زمن وجهد وغير ذلك، إضافة لصدور أحكام ملزمة لأطراف النزاعات وواجبة التنفيذ ذلك أن للقضاء دوراً فاعلاً ومهماً وأساسياً في التحكيم، وهو داعم له في كل مراحله حيث يحتاج حكم التحكيم إلى إكسائه صيغة التنفيذ من قبل القضاء.

 

بسام زيود

التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية