مَن يتابع المشهد هذه الأيام يقرأ بعينيه أن مايُقدم هو حراك ثقافي, ونسيج اجتماعي, وحصاد وفير, يعادل مابذله السوريون من جهد وتعب خلال سنين الحرب وقبلها.
منذ أيام وعلى مدى أسبوع وأكثر شهدت مدينة دمشق وغيرها من المحافظات مهرجان دمشق الثقافي الذي تضمن عدداً كبيراً من النشاطات والندوات والحفلات والمسرحيات التي لاقت صدىً طيباً عند الجمهور السوري…
ولأن المشروع الثقافي لايقاس بميزان الربح والخسارة, وإنما بالأهداف والنتائج المتوخاة… نرى أن مايقدم هو جيد للأيام المقبلة التي من المفترض أن يجني منها أولادنا وأحفادنا الزرع… لاسيما وأن الثقافة مشروع طويل الأمد.
اليوم وغداً سنشهد أياماً ومهرجانات ومعارض ثقافية, فنحن قادرون على صوغ خصوصيتنا والتميز بها, والثقافة بالنسبة لنا على اختلاف ألوانها وأشكالها, ليست خارج رحم الحياة الزاخرة بما ينتجه ويقدمه الإنسان ويسعى من أجله, بل إنها نبض الحياة المبنية على الإبداع والعطاء.
لهذا كله سنبقى سائرين في نشاطاتنا وخطواتنا ومشروعنا الثقافي, مؤمنين بأن الحراك الثقافي لايكون حقيقياً ومجدياً بالبرامج المقررة والمقولبة, بل بالعمل العميق والمتابعة والحوار مع الجمهور الذي حضر ويحضر إيماناً منه بأن الثقافة هي الحياة…. وهذا كسب للثقافة والمعرفة بشكل عام.
لا يحتاج الأمر إلى طرح الكثير من الأسئلة, فما يحدث هو عطاء سوري، ومحطات إبداعية هامة لا يمكن تجاوزها, وجهود حثيثة لمن يؤمنون أن الثقافة هي مشروع فكر وعطاء, وبالتالي فمسؤوليتنا جميعاً أن نسقي هذا المشروع ونغذيه…. فمن يزرع صحيحاً يجني حصاداً غنياً ووافراً.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968