اتفاقات آستنة أنجزت… خففت من وقع الحرب والقتال.. لكنها أكدت أن الطريق في النهاية مغلق، ولعل ذلك أهم ما أنجزته. طالما تركيا هي الشريك الآخر، يبدو من الصعب إلى حدود الاستحالة، الوصول إلى حلول سلمية توصلنا إلى النهاية الآمنة الضامنة.
الصورة الواضحة لما يمكن أن تؤدي إليه الثقة بالجانب التركي، هي مجسدة بما وصل إليه اتفاق سوتشي، وقد مرّ على تلك الاتفاقات طويل الزمن ولم تنجب إلا تجميع وتحصين النصرة وشركائها بإشراف ورضا تركيا، ومشاركتها وصولاً إلى حالة اعتداء مستمرة لا تتوقف فيها تحرشات الإرهابيين بنا ليوم واحد..
يعنى ليس فقط أننا أوقفنا الحرب على الإرهاب لتيسير أمر تلك الاتفاقات المجدبة.. بل أيضاً أصبحنا في وضع الدفاع اليومي عن النفس.. وتجددت قوائم الشهداء وأساليب الإرهاب.. فإلى متى..؟!
من ينتظر السلام والأمن من أردوغان.. كمن ينتظره جلاوزة الإرهابيين.. الجولاني.. أو البغدادي.. أو غيرهما..! لا يستطيع أردوغان.. لا يستطيع أبداً.. أن يترك سورية ترجع إلى وطنها..
وإلا لماذا بذل كل تلك الجهود من اليوم الأول للقضية.. بل قبل ذلك.
هذا الطاغية الممتلئ دماغه بجنون العظمة يريد ما يريده وفقط…! رائد الديمقراطية الإسلامية الوحيدة المزعومة هذا.. ألغى بالأمس انتخابات اسطنبول، لأن مرشحه لرئاسة بلديتها سقط.. وبكل وقاحة فريدة.. ألغى الانتخابات وسيعيدها حتى ينجح مرشحه هو وفقط؟؟
من ينتظر من مثل هذا الطاغية أن ينقاد لاتفاقات وعهود تعيد السلام لسوريو، وهو في مقدمة الذين صنعوا لها الحرب؟؟!!
نتمنى الخير والسلام للجميع وفي مقدمتهم الجيران.. لكن.. لا قضية لنا في من يتولى رئاسة بلدية اسطنبول.. هذا شأن تركي.. أما محاربة الإرهاب واستعادة كامل أراضينا منه، تمثل بعصابات مسلحة أم باحتلالات مجرمة.. أميركية أو تركية… أو كائنة ما كانت فهذا شأننا..
أعطينا الفرصة طويلاً.. وما زلنا نضبط النفس.. وقد وضح الأمر.. بل هو ازداد وضوحاً لأنه كان واضحاً من الأصل، ولا بد من القتال..
لا بد من القتال…
As.abboud@gmail.com
أسعد عبود
التاريخ: الأربعاء 8-5-2019
رقم العدد : 16972