كلما تحاول سورية وحلفاؤها طي صفحة الإرهاب في إدلب والشمال السوري نرى النظام التركي يمارس سياسة المراوغة واللعب على الوقت لمد عمر التنظيمات الإرهابية وكسب المزيد من الأوراق لتنفيذ أجنداته مدعوماً من الإدارة الأميركية التي تتقاطع معه في المصالح والأهداف رغم مزاعم الطرفين بوجود خلافات بينهما حيال ذلك.
وكلما لاحت بوادر حل ما يجنب المدنيين المزيد من الخسائر تحاول منظومة العدوان بقيادة أميركا وتنفيذ النظام التركي إجهاض ذلك الحل بل وإجهاض اتفاق سوتشي برمته وتفاهمات استنة التي تضمنته.
ففيما يستعد الجيش العربي السوري لحسم المعركة في الشمال لصالحه وتطهيرها من رجس الاحتلال والإرهاب عاد النظامان التركي والأميركي إلى الحديث عن مزاعم المنطقة الآمنة، فادعى الأول عن قرب الوصول لاتفاق تطبيقها وجاهر الثاني بنيته التخلي عن مرتزقته على الأرض بالتنسيق مع أنقرة.
ولم يكتف شريكا العدوان على الشعب السوري بذلك بل واصلا دعم التنظيمات الإرهابية والإصرار على التصعيد الميداني والاعتداء على مواقع الجيش العربي السوري واحتجاز المدنيين كرهائن ودروع بشرية لدى النصرة المتطرفة، ومحاولة عزل عفرين في ريف حلب الشمالي عن محيطها عبر بناء جدار يعزلها عن باقي المناطق.
وهكذا تستمر منظومة العدوان بقيادة واشنطن على التصعيد الميداني وتعطيل الحلول ودعم التنظيمات الإرهابية، والعدوان على المدنيين لتحقيق مشاريعهم المشبوهة وأجنداتهم الاستعمارية، دون أن يدركوا أن السوريين وضعوا نصب أعينهم هدفاً واحداً وهو وأد الإرهاب ودحر الاحتلال الأجنبي مهما كلفهم الثمن.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 8-5-2019
رقم العدد : 16972