المتتبع (الفطن) لأداء معظم مؤسساتنا العامة يدرك دون عناء سوء التخطيط والعمل بفردية مطلقة بعيداً عن روح (الفريق الواحد)… مع نسف كل رموز (المرحلة) السابقة ونكران المشاريع أو الخطط الموضوعة من قبل هذه الإدارة أو تلك… ليبدأ بالتخطيط من الصفر…!
يأتي هنا السؤال الملح: على أي أساس وما هي المبادئ المعمول بها لانتقاء مديرين وأصحاب قرار؟!
الجواب هنا يمكن أن ينطبق على كل شيء إلا الموضوعية وانتقاء الأكفأ…!!!
فالمعرفة والوساطة والمحسوبيات ما زالت تدغدغ مراكز اتخاذ القرار… والجري وراء المصالح الشخصية الضيقة هو المسيطر بلا منازع…!!!
فالعمل المؤسساتي يتطلب العمل الجماعي وعدم رفض الآخر… أو نكران جهوده… ومشاريعه.. حتى لو كانت إيجابية أو أقل ما يمكن القول إنه من المتاح البناء عليها وتطويرها…!!!
قلنا مراراً إن الفساد الإداري من أخطر أنواع الفساد… وهو الكلمة المفتاحية للتخريب الممنهج في (أزقة) مؤسساتنا العامة…
نحن ندرك مفاعيل الأزمة.. ونتائجها.. هنا يأتي دور المخططين والمخلصين والمبادرين.. الذين من شأنهم أن يخففوا من الآثار إلى الحدود والدنيا… عبر قراراتهم المدروسة وصوابية رؤاهم…
الذي يحصل اليوم هو ترحيل الأزمات.. واعتماد أسلوب المسكنات.. بينما نحن بأمس الحاجة إلى جراحة متكاملة لمعالجة المرض الذي نخر.. وترعرع في مؤسساتنا ومراكز قرارنا سواء عن قصد أم بدونه..
فالنتيجة هنا واحدة.. بالنسبة لخدمات وحاجات المواطن أو للاقتصاد بشكل عام… وما يتركه من آثار عدم الرضى والتذمر وصولاً إلى فقدان الثقة.. والتي تتطلب أعادة بنائها مدة زمنية طويلة…!!!
الإصلاح ما زال متاحاً.. وجسر العبور إلى الضفة الأخرى لا يحتاج سوى للنية الصادقة والعمل الدؤوب والتخطيط السليم.. فهل ندركها قبل فوات الأوان…؟!
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 8-5-2019
رقم العدد : 16972