السلام اليمني غائب والضمير العالمي مفقود.. بين عدوان وحشي ومؤونات فاسدة… اليمنيون يتجرعون مرارة التواطؤ الأممي
لا يزال الوضع المأساوي لليمنيين يهيمن على المحافظات اليمنية في وقت تعجز فيه الأمم المتحدة عن تأمين احتياجاتهم لتأتي المساعدات الفاسدة التي توزعها المنظمات التابعة للأمم المتحدة تتمة لفصول المعاناة الإنسانية والصحية اليمنية، فالمساعدات منتهية الصلاحية أو غير القابلة للاستهلاك البشري يتم ضخها في الأسواق اليمنية ليتلقفها ملايين اليمنيين المحتاجين إلى إمدادات معرضة حياتهم للخطر.
مشهد أخر يبث من مشاهد البؤس اليمني تهدد فيه حياة الآلاف من اليمنيين مابين مطرقة العدوان السعودي وقصفه لمنازل اليمنيين العزل، ومابين مؤن أممية تنفخ سموم الموت بين أطفال اليمن، هكذا وبحسب محللين تبقى التساؤلات اليمنية معلقة فيما إذا كان عنوان المرحلة القضاء على اليمنيين بطرق حديثة عبر(مساعدات منتهية الصلاحية) وهو ما وعد به اليمنييون من قبل الأمم المتحدة لتقرع طبول الموت الأممية مجدداً بدل وقف إطلاق النار؟
بالوقت ذاته لا تفتأ الأمم المتحدة تتشدق عن تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن وعن تصاعد مؤشرات الجوع في عدد من المناطق اليمنية، كما تواصل وحسب ادعاءاتها دعوة المجتمع الدولي في مؤتمرات الاستجابة الإنسانية إلى مساعدة الملايين من اليمنيين لكنها في الوقت نفسه لا تجد رادعاً عن توزيع مساعدات فاسدة ومنتهية الصلاحية.
وأفادت مصادر مطلعة أن الحملة الوطنية التابعة لحكومة الإنقاذ في صنعاء تمكنت من ضبط كميات من تلك المساعدات الفاسدة لتكتشف ما هو أكبر منها في مخازن المنظمات الدولية أيضاً طالب مجلس إدارة الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية الممثل لـ برنامج الغذاء العالمي(ستيفن أندرسون) في صنعاء القيام بالتحقيقات اللازمة حول الأسباب التي أدت إلى وصول هذه المساعدات الفاسدة.
بدورها فشلت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في استبدال الضغط العسكري على المقاومة اليمنية بالضغط الدبلوماسي، وأفضل ما يمكن وصف الحال به هو وجود حالة أشبه بمسرح تمثيلي للسلام بما يعني منح وهم بحصول تقدم في عملية وقف إطلاق النار واسترداد الموانئ وفك الحصار ممثلة بشخص المبعوث الأممي إلى اليمن (مارتن غريفيث) والذي أنهى جولته في صنعاء ليحظى بترحيب عالمي لا أكثر ولا أقل لكن مع ترك الأزمة الأساسية مستمرة بدون معالجة.
ويوماً بعد يوم تتبخر الوعود الأممية بوقف جرائم تحالف العدوان ليتكرر سيناريو عملاء فرنسا شركاء الإجرام حول تحضير شحنة أسلحة المخطط تزويدها للنظام السعودي عبر مرفأ هافر الفرنسي منه إلى جدة علّ فرنسا ترفع أرصدة بنوكها على حساب الشعب اليمني في الوقت الذي يتصاعد الجدل الأممي المزعوم مع الأطراف المعادية حول استخدام هذا السلاح في العدوان ضد اليمن، لكن فرنسا وباسم دبلوماسية الكسب المادي تواصل بيع السلاح إلى آل سعود بعيداً عن الأضواء وتحت ذرائع واهية حول استخدام الأسلحة لأغراض دفاعية، وبات معلوماً للجميع أن الصفاقة الفرنسية صاحبة الادعاءات الكاذبة جزء لايتجزأ من اتفاقات شراكة طويلة الأمد مع مشيخة الخليج لدعم مصالحها في المنطقة.
فيما يظل السلام الحقيقي في اليمن بعيد المنال ما لم تتخل واشنطن عن المتاجرة بدماء اليمنيين لصالح صفقاتها وما يعرقل مسيرة السلام أيضاً تعمد تحالف العدوان السعودي انتهاك السيادة اليمنية بشكل مستمر من خلال إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية وتقييد وإلغاء رحلات الخطوط الجوية اليمنية من و إلى مطار عدن الدولي لفرض تفاوض ممنهج تبعاً للسياسات الاستعمارية، لذلك وبحسب خبراء واشنطن لم تترك طريق رجعة لها بعيداً عن حساباتها المالية.
الثورة – رصد وتحليل:
التاريخ: الخميس 9-5-2019
الرقم: 16973