هم إرهابيو داعش.. الذين حملوا السلاح، وارتكبوا المجازر، وأرهبوا الآمنين، وقطعوا الرؤوس، والذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف، وقدموا إلى سورية من أكثر من 80 دولة، كانوا من جديد محور اهتمام الأميركي على الصعيدين السياسي والإعلامي، وإن كان ذلك من الباب الهوليودي لا أكثر ولا اقل، فصحيفة الـ نيويورك تايمز الأمريكية رأت بأطفال إرهابيي التنظيم أنهم قنابل موقوتة، مشددة على ضرورة أن يكون هناك استراتيجية واضحة للتعامل معهم، بينما تكرر ادعاءاتها بأنه على الأوروبيين استعادة إرهابييهم من سورية، وذلك بحسب متابعين قد يكون لحمايتهم من ضربات الجيش العربي السوري، ولإخراجهم إلى أماكن أكثر أمناً، لإعادة الاستثمار فيهم من جديد، ليكونوا أحزمة ناسفة تنفجر في المكان الذي يريده الأميركي، لتحقيق أطماعه العدوانية والتخريبية في المنطقة.
الـ «نيويورك تايمز» وصفت أطفال إرهابيي تنظيم داعش بالقنابل الموقوتة داعية إلى ضرورة أن يكون هناك استراتيجية واضحة للتعامل معهم، مؤكدة أن الكثير منهم ولدوا في ظل التنظيم الإرهابي بينما كان هناك عدد كبير منهم في سن صغيرة عندما استولى التنظيم على مساحات واسعة من سورية والعراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك اليوم أطفال هم بقايا إرهابيي التنظيم الذين يقدر عددهم بـ 40 ألفا جاؤوا إلى سورية والعراق من أكثر من 80 دولة، حيث يتم احتجازهم حالياً في مخيمات وسجون في أنحاء مختلفة من شرق سورية والعراق وليبيا.
وفي هذا الصدد تساءل فابريزيو كاربوني، مسؤول الصليب الأحمر: ماذا فعل هؤلاء الأطفال؟، وهو يشاهد أوضاعهم خلال زيارته لمخيم الهول في سورية.
ورغم أنهم أطفال إلا أن حكوماتهم ترفض التعامل معهم ليجدوا أنفسهم في مخيمات وسجون بائسة دون أدنى اهتمام، كما قالت الصحيفة.
وأضافت أن تنظيم داعش استخدم الأطفال كجواسيس وكشافين وطهاة وزارعي قنابل وأحياناً كمفجرين انتحاريين وبيادق إرهابية، كما أظهرت ذلك أشرطة بثها التنظيم لأطفال صغار وهم يقومون بعمليات قطع رأس وإطلاق نار على سجناء، البعض منهم عاشوا سنوات يتلقون دروساً على يد إرهابيي التنظيم، والأكبر سناً منهم كانوا يتلقون تدريبات عسكرية.
وبدوره قال بيتر نيومان، مدير المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة كينجز كوليدج في لندن: إنهم ضحايا الوضع لأنهم خالفوا إرادتهم، لكن هذا لا يعني أنهم ليسوا كذلك، في بعض الحالات، وهنا الحالات على الأقل، يمكن أن نقول انها تمثل خطرا. وأشارت الإحصائيات إلى وجود ما لا يقل عن 13 ألفا من إرهابيي داعش محتجزين في سورية، بما في ذلك 12 ألف امرأة وطفل، و1400 آخرين محتجزين بالعراق.
وبحسب الصحيفة فإن أغلب الحكومات الأجنبية ترفض إعادة مواطنيها الذين كانوا إرهابيين في التنظيم، كما ترفض إعادة أطفالهم ونسائهم، وفي هذا الصدد أوضح لورنزو فيدينو، مدير برنامج جامعة جورج واشنطن للتطرف.. في الحقيقة، القليل من الإرهابيين يعودون لشن هجمات في بلدانهم الأصلية.
لكن الحالات الاستثنائية بما في ذلك هجمات باريس عام 2015 التي أودت بحياة 130 شخصاً واثنان من أكثر الهجمات الإرهابية دموية في تونس جعلت فكرة الإعادة إلى الوطن سامة من الناحية السياسية في العديد من البلدان، فواحد على الأقل من الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم في سريلانكا على عيد الفصح كان سريلانكيا تدرب مع إرهابيي التنظيم في سورية.
وأضافت الصحيفة أن بعض الدول، مثل بريطانيا وأستراليا، سحبت الجنسية عن مواطنيها الذين تشتبه بانضمامهم لتنظيم داعش، كما تخلت عن أطفالهم لأجل غير مسمى، فبريطانيا وحدها سحبت جنسية أكثر من 150 شخصاً بحسب ما صرح به وزير الداخلية ساجيد جاويد.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 12-5-2019
رقم العدد : 16975