العمل ثم العمل

 

 

حالة الجفاء وفقدان المصداقية والثقة التي سادت العلاقة بين المواطن والسلطة التنفيذية خاصة بالآونة الأخيرة ساهم كل مسؤول باختلاف موقعه الوظيفي في اتساع مساحتها وإيصال المواطن لعدم تقدير أي جهد يبذل بهذه الجهة أو تلك وهو دون شك موجود عبر تجاهلها وعدم إدراكها لأهمية اعتماد مبدأ الشفافية والمكاشفة معه مهما كانت سلبيات أي قرار يتخذ بشأنه.
لذلك بقي شعار المواطن بوصلة عمل الحكومة يردد قولاً لا فعلاً لا بل بات المواطن مع تكرار سماعه يتوجس خيفة من أن أزمة جديدة تلوح بالأفق وللأسف هذا ما كان يحصل حيث تأخذ الأزمة أبعاداً وآثاراً أكبر ويترك المواطن وحيداً في مواجهة من افتعلها، ويترافق كل ذلك مع التزام أصحاب القرار الصمت تجاهها ما يجعل من حالة اختناق بسيطة بمادة ما على سبيل المثال أزمة تمتد لأيام وربما أشهر وهذا ما تكرر على وجه التحديد في سوق الصرف والمحروقات والكهرباء.
من هنا لم يخل أي لقاء للقيادة السياسية مع الحكومة من التنبيه لأهمية أن يكون المواطن بموضع العارف والمطلع على حيثيات وأسباب صدور أي قرار وبالإجراءات المتخذة ورؤية وتوجهات الأجهزة التنفيذية لتجاوز كل التحديات والضغوطات التي تفرض على البلد ولا سيما على صعيد التخفيف من تبعاتها على المواطن.
وفي الرسائل الواضحة والمباشرة ما يؤكد حرص واهتمام القيادة الدائمين بهموم المواطن وما ينتابه من هواجس وتخوف تجاه العديد من الملفات وكيفية تعاطي السلطة التنفيذية معها وأن السبيل الوحيد للتخفيف من تأثيراتها عليه لا يكون أبداً من خلال تجاهلها أو تقاذف المسؤوليات وإنما عبر العمل بالمفهوم المؤسساتي بأعلى مستوياته وتكاتف جهود وخبرات وأفكار الجميع لتجاوزها وضمان عدم تكرارها والأهم وكما أكد الرئيس الأسد فإن الخطوة الأهم على طريق بناء تواصل فاعل مع المواطن هي الشفافية وتزويده بالمعلومة إن كان حول الأزمات والحالات الطارئة التي تواجه الحكومة ولها تأثير مباشر على حياة الناس، أو التي يمكن أن تساعد الناس على فهم عمل الحكومة والمؤسسات الرسمية.
وعليه فإن الرسائل بكل ما حملته من مضامين مهمة وعميقة لا تحتمل التداعي من المسؤولين للاجتماع مع العاملين في وزاراتهم لبثهم المزيد من التوجيهات ولا الطلب الفوري من مديري المكاتب لتفعيل يوم لقاء المواطن مجدداً ولا الانطلاق بجولات مكوكية على الفروع والإدارات التابعة لهم لالتقاط الصور وإنما من خلال العمل والعمل وحده بما يخدم مصلحة المواطن والوطن حتى آخر لحظة قد تكون لهذا المسؤول أو ذاك في موقعه.

هناء ديب

التاريخ: الخميس 16-5-2019
رقم العدد : 16979

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...