ليس جديدا ولا غريبا على جوقة العدوان الغربي على سورية أن تبحث عن أي وسيلة تعمل من خلالها على تنفيذ ولو جزء يسير مما تريده وعجزت عنه خلال سنوات عدوانها هي وأدواتها, فلذلك لايمكن للمتابع أن يحصي عدد الأساليب الدنيئة التي استخدمتها في هذه الحرب القذرة المستمرة منذ ثماني سنوات, من الدعم بكل شيء إلى أن تكون هي أداة التنفيذ حين تعجز تلك عن الفعل على الأرض.
واللافت في الأمر ان هذه الأدوات التي تنفذ كل ما تؤمر به تتقدم إلى الانتحار وكأنها مقادة بملء إرادتها, ولا أحد يدري لماذا, أهو التدجين الذي مارسته عليها القوى المشغلة, أم أن هذه القوى هي بالفعل والواقع ميلشيا غربية بكل ما تعنيه الكلمة تلبس لبوس العصابات الإرهابية؟ وهي بكل الأحوال تمارس الإرهاب وتمضي به قدما تتفنن بما تقوم به, من قصف للمدنيين والبنية التحتية التي لم تترك منها مكانا ما, إلا وعملت على استهدافه في الجزيرة السورية, وفي حماة وريفها, قراها ومدنها, مدارسها ورياض أطفالها, وفي حلب واللاذقية وجبلة و وكانت دمشق قبل ذلك, تصعيد خطر بكل ما تعنيه الكلمة .
وحين تشعر أنها هزمت أمام الجيش السوري, السيناريو جاهز تماما تأتي الأوامر من الغرب: اللعبة الكيماوية و مخرجة ومعدة, كل شيء جاهز والتصوير والشهود والمكان والضحايا والجوقة الإعلامية التي أعدت تقاريرها, أصدرت حكمها مسبقا, مع أن الدولة السورية مع الصديق الروسي نبهوا مرات ومرات وبمعلومات مؤكدة موثوقة ومتقاطعة أن العصابات الإرهابية تعد لمثل هذه السيناريوهات التي تقدم للغرب, بل هي من طلبه من أجل التدخل المباشر والعدوان, واللافت أيضا أنها تترافق مع فضيحة التزوير التي قام بها من يسمون خبراء المنظمة الأممية, إذ تناقلت وسائل إعلام غربية شهادات لصحفيين وخبراء تفند ما ادعاه الغرب وأدواته من استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي في الغوطة, تقارير صدرت منذ أيام تنفي هذا الزعم الذي على أساسه كان العدوان الغربي على سورية .
العالم كله يعرف أن سورية تخلصت من السلاح الكيماوي, وبشهادة المنظمة المعنية بالأمر, ومع هذا كله تعمل قوى العدوان على إعادة الاسطوانة المشروخة, ولكن الحال تغير, والعالم كله يعرف أنهم يكذبون, ويمارسون أشنع أنواع التضليل الذي يفقد العالم ومؤسساته أي مصداقية.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 21-5-2019
رقم العدد : 16982