ألاعيب الأميركيين

من المعروف أن أميركا لم تبد أي نية للخروج من سورية حتى الآن، والدليل قرار الانسحاب الذي أعلنته، وبقي مجرد حبر على ورق، وذلك من أجل حماية إرهابيي»قسد» الذين تدعمهم في منطقة الجزيرة، وبهدف تخويف تركيا والضغط عليها، وإبقائها تابعة ووكيلة لحروبها وأعمالها، وكي تبقي أولئك قسيمة رابحة تستخدمها في أي عملية تفاوض مع الأطراف الفاعلة والمشاركة في حل الأزمة، بهدف تحصيل بعض المكاسب التي تسعى إليها منذ بدء حربها الإرهابية.
إذاً وبرغم بقاء قوات دونالد ترامب حالياً مسألة لا جدل فيها، والإدارة الأميركية اتخذت قرارها في هذا الشأن، وهي تراوغ وتناور وتلعب على جميع الحبال للاستثمار بالإرهاب، يحاول أعضاء الكونغرس إيهام العالم بأنهم موجودون، ويمارسون دورهم على أكمل وجه، ولهذا يدعون رئيسهم لإبقاء قوات بلادهم في سورية بحجة التصدي للجماعات الإرهابية التي تدعمها تلك الإدارة أصلاً، وتهدد بهم أمن المنطقة برمتها، وليس كما تدعي لحماية حلفائها الذين أمعنوا معها بدعم عصابات التطرف مالياً ولوجستياً وإعلامياً وبشرياً.
ألاعيب الأميركيين لن تنطلي على أحد، ومعروف عنهم تبادل الأدوار، ومؤسساتهم العسكرية والأمنية والنيابية والسياسية، لا يمكن أن تعمل إلا لهدف واحد، لكنهم يظهرون بأنهم على خلاف، وإن كان ذلك حقاً، فإنهم يختلفون من الأكثر بينهم عدائية للشعوب، ومن منهم يمتلك الفكر الاستعماري الذي يريد السيطرة عليها والاستحواذ على مقدراتها وإرادتها، وما الأنباء عن الخلافات والصدامات التي نسمع أو نقرأ عنها بين الحين والآخر، ليست إلا نصوص مسرحية يكتبها الاستشاريون، ويؤديها ممثلو تلك الجهات، فيما الغاية واحدة وهي تحقيق الربح المادي والمعنوي.
نبأ توقيع الأربعمئة من أعضاء الكونغرس على عريضة بقاء القوات الأميركية في سورية، هو محقق أصلاً، ولا حاجة لأي طلب في هذا الخصوص، وهو ما يريده ترامب وحكام البيت الأبيض، ولكنهم يريدون البحث عن سبب لتعزيز ذاك البقاء، ويجدون ضالتهم في عريضة الكونغرس، إذا لم يكن هو من دفعهم للمطالبة بذلك، ليبرر للمجتمع الدولي الضغوط التي يتلقاها في الداخل، ولاسيما من أعضاء الكونغرس، فهؤلاء سواء كانوا ديمقراطيين أم جمهوريين، فهم يعملون لمصلحة مؤسسة واحدة وليسوا منقسمين إلا أمام الإعلام.
حدث وتعليق
حسين صقر
: الخميس 23-5-2019
رقم العدد : 16984

 

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة