من المعروف ان شهر رمضان و بالإضافة الى أجوائه الروحانية أصبح موسماً تجارياً وإعلانيا ودرامياً وثقافيا أي هو موسم لإفراغ جيوب المواطن حتى آخر ليرة من قبل التجار والبائعين … فمنذ بداية هذا الشهر الكريم تتسابق القنوات لتقديم برامج مسابقاتها والجوائز المقدمة في هذه البرامج تخرج من جيب المواطن بطريقة أو بأخرى .
أسعار المواد طبعاً بلغت حدها الأعلى إلا البعض القليل منها مخالفة بذلك تصريحات وزارة التموين التي وعدت بأن الأسعار ستكون خلال هذا الشهر مستقرة ولن ترتفع،ولكن حتى المواد التي انخفض سعرها لم يكن لوزارة التموين ولا لمديرية حماية المستهلك لديها أي فضل بل انخفضت بسبب مضاربات التجار أو بسبب الحر الشديد كالبيض مثلاً…
ان حديث الأسعار لا ينتهي ولن ينتهي لأنه أساس حياة المواطن الفقير،ولكن لو ابتعدنا قليلا عن الاسعار والمسابقات وغيرها لوجدنا ان هناك ظاهرة تتكرر في كل عام خلال هذا شهر رمضان وتمر مرور الكرام دونما تمحيص أو تدقيق وهي ظاهرة الجمعيات الخيرية المختصة حصرا بإعداد وجبات طعام لما يسمى وجبة افطار صائم ،فمن حيث المبدأ هذه ظاهرة خيرة ونبيلة ولكن يجب ان تكون هناك رقابة اكثر على هذه الجمعيات حتى لا تذهب هذه الجباة الى غير مستحقيها،فقد لوحظ وشوهد ان بعض جمعيات افطار الصائم تقوم بتوزيع هذه الوجبات في الاماكن الراقية كالشعلان والتجارة وأبو رمانة وهي وجبات من نوع الخمس نجوم .
افطار صائم…؟! في هذه المناطق أيها السادة…؟!هل هذا معقول وهناك مناطق تعيش فقراً مدقعاً هي أحوج إلى هذه الوجبات كيف تفكر هذه الجمعيات وكيف تخطط ؟..ألم يدر بخلدها أن من تصلهم هذه الوجبات على موائدهم عشرات الأنواع من الطعام.
لذلك يجب متابعة عمل هذه الجمعيات لأن الموضوع ليس محاباة ولا محسوبيات بل هناك أولويات في عملهم وهو افطار الفقير أولا .
عين المجتمع
ياسر حمزه
التاريخ: الخميس 23-5-2019
رقم العدد : 16984