عادة عندما يريدون الدلالة على القدرات الكبيرة لشخص يمكنه النجاح في أي مهمة توكل إليه يلجؤون إلى تشبيهه بـ (الزبدية الصيني)، ويمكن القول إن الفنان أندريه سكاف هو الأقرب لتجسيد المعنى الحقيقي من هذا التشبيه، فهو يتعامل مع الشخصيات التي يؤديها بذكاء ويعطي لكل منها حقها في الأداء، ومن تستحق يذهب معها حتى النهاية، وكما أنه يمتلك إمكانيات هائلة في الكوميديا فما يقدمه ضمن مضمارها له لونه وتفرده وهي الميدان الذي يجول فيه كساحر، فإنه في الوقت نفسه يمتلك إمكانيات مهمة جداً في التراجيديا وفي أداء الشخصيات الحياتية التي تبقى في الذاكرة لوقت طويل، وهل يمكن أن ننسى شخصية (هشام) في مسلسل (روزنا) الذي عرض في رمضان الماضي بكل ما حملته من خصوصية ذلك السكير الذي يستطيع في لحظة أن يكون إنساناً كامل الأهلية ولديه الشجاعة لقول كلمة (لا) في الوقت الذي يجبن الكثيرون عن قولها في الوقت المناسب، وإن عدنا إلى الوراء قليلاً من لا يذكر دور (زلقوط) في مسلسل (نهاية رجل شجاع)؟..
ولكن قلة من المخرجين استطاعوا توظيف تلك الطاقات وإخراج ذلك المارد من داخل فنان بحجم أندريه سكاف، ورغم أن أغلبية أدواره تبتعد عن البطولة الأساسية إلا أنها تُظهر ما يتركه من بصمة من خلالها، وهو اليوم يخطو خطوة أخرى عبر ما يعرض له في رمضان من شخصيات، ولعل من أهم أدواره في الموسم الدرامي الحالي شخصية الرجل الفقير الذي يتمتع بأخلاق عالية في مسلسل (حرملك) إخراج تامر اسحاق، تلك الشخصية التي تلبّسها شكلاً ومضموناً وحركة وأداء ونبرة صوت مجسداً ما في داخلها من خلال ردود أفعالها وتعاطيها مع الشخصيات الأخرى، أما في (دقيقة صمت) إخراج شوقي الماجري فهو (عطوف) الذي يبدع في عمليات التزوير ويحاول التعايش مع تمرد ابنة زوجته الساعية للخروج من تحت عباءته.
ومن الأعمال الأخرى التي يظهر من خلالها في الموسم الحالي الجزء الرابع من (بقعة ضوء) إخراج سيف الشيخ نجيب مقدماً عبره عدداً من الشخصيات المتنوعة ساعياً إلى تقديم (كركترات) مختلفة لكل منها طقسه وظروفه وشكله، كما شارك في مسلسل (كونتاك) إخراج حسام الرنتيسي، إضافة إلى الجزء الثالث من (فزلكة عربية) ومسلسل (كرسي الزعيم) وهما من إخراج فادي غازي، كما أدى دور البطولة في (لو جارت الأيام) إخراج محمد نصر الله.
الثورة – فؤاد مسعد
التاريخ: الأثنين 27-5-2019
رقم العدد : 16987