لماذا تحشد واشنطن ضد إيران ؟!

شنت الولايات المتحدة حروب عدوانية منذ الحرب العالمية الثانية ضد دول مسالمة لا تهدد احدا، وياتي ذلك في أعلى درجات الجرائم ودون عقاب، ابتداء من كوريا الشمالية في أوائل الخمسينيات إلى ما هو مستمر بعد 11 سبتمبر ، هاجمت الولايات المتحدة الدول غير الراغبة في إخضاع حقوقها السيادية المؤكدة بموجب القانون الدولي لمصالحها.
وما تخطط له أميركا وعلى المدى الطويل يهدف إلى استهداف إيران وسورية لهذا السبب في جزء من العالم يوجد فيه حوالي ثلثي الاحتياطي النفطي المعروف، وهذا مهم من الناحية الاستراتيجية.
الحرب الأميركية على الجمهورية العربية السورية تحتدم في عامها التاسع مع ترجيح وجود احتمال الحل قريبا ولكن العداء الأميركي تجاه الجمهورية الإيرانية يجعل أي شيء ممكن في المستقبل، بما في ذلك الحرب غير المتوقعة ضد دولة قادرة على الرد بقوة في حال تعرضت للهجوم، وهذا مايثبت في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة وما اكده المبعوث الإيراني لدى الأمم المتحدة ماجد تاخت رافانشي حيث علق على ما سماهم متشددي نظام ترامب بمعنى بومبيو ، بولتون ، ومرؤوسيهم يحاولون مرارا وتكرارا الضغط على الدي جي تي من أجل القتال ضد الجمهورية الايرانية بناء على «معلومات استخبارية وهمية»: «إن إرسال الأسطول البحري الأميركي (والقاذفات B-52 ذات القدرة النووية) مؤخرًا إلى الخليج العربي كردة فعل ما هو الا استجابة للمخابرات المزيفة ذاتها، التي لا يدعمها أعضاء الكونغرس أو حلفاء الولايات المتحدة»، في حين ان ايران لا رغبة لها في شن اي حرب في المنطقة مع الولايات المتحدة ولا مع أي دولة أخرى، مايجعل الموقف الايجابي تجاهها للوقوف بحزم ضد أي عمل عدواني ضدها.
بالامس القريب زاد نظام ترامب من حدة التوتر الإقليمي عندما أصدر وزير الحرب بالوكالة باتريك شاناهان بيانًا ، قائلًا إن وزارته «وافقت على نشر حوالي 1500 من أفراد الخدمة وقدرات إضافية في الشرق الأوسط لردع (غير موجود) الجهود الإيرانية لزعزعة استقرار المنطقة».
وبقراءة واقعية صحيحة للمشهد تؤكد ان إرسال المزيد من القوات الأميركية والمعدات العسكرية الى جزء من العالم يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وبالتالي يشجع لمزيد من خطر نشوب صراع أكبر.
ونرى كاتي ويلبارجر مساعدة الحرب في ترامب تقلب الحقيقة قائلة إن نشر القوات جاء رداً على معلومات استخبارية موثوقة تلقيناها بأن إيران تواصل التخطيط لشن هجمات بمفردها ووكلائها على الولايات المتحدة ، قواتها وحلفاؤها في المنطقة هي مجرد كذبة كبيرة.
وكلام كهذا ليس فيه اي نوع من الذكاء، فطوال تاريخها على مدار الأربعين عامًا الماضية لم تهاجم إيران أبدًا أي بلد آخر.
انها كذبة وما زعمته وزارة الحرب الأميركية ، واتهمت به إيران ليس الا زوراً متهمة اياها بـ «ثلاثة هجمات حديثة على الأقل في المنطقة، بما في ذلك الهجمات على ناقلات النفط في الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة، وهجمات الطائرات بدون طيار على أنابيب النفط في المملكة العربية السعودية، والهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء في بغداد في نهاية الأسبوع الماضي.
وبكلام واضح لا يوجد دليل يربط إيران بهذه الحوادث وعلى الأرجح إعلام كاذب وتقليد أمريكي قديم، فـ»11 سبتمبر» هي الاصل والجذور.
تصعيد نظام ترامب من المخاطر تجاهله الكونغرس بالتوازي مع اصدار بومبو تعليمات وعمل بقانون مراقبة تصدير الاسلحة إلى وزارة الخارجية «لإكمال الإخطار الرسمي مباشرة بـ 22 حالة انتظار معلقة لنقل الأسلحة إلى الأردن والإمارات العربية المتحدة والسعودية العربية يبلغ مجموعها حوالي 8.1 مليارات دولار لردع عدوه الإيراني وبناء قدرة الشريك للدفاع عن النفس.
وفي الحقيقة لا يوجد «عدوان إيراني» للردع ومبيعات الأسلحة للسعوديين والإمارات العربية المتحدة هي كل ما يتعلق بفعل الجريمة وليس «الدفاع عن النفس».
وتلك الأسلحة الأميركية تباع للدول المعتدية – ولا سيما إسرائيل ودول الخليج ودول ذات الأنظمة الاستبدادية الأخرى – منتهكة قانون المساعدات الخارجية الأميركي (FAA).
في حين يحظر مساعدة الأنظمة التي تمارس «نمطًا ثابتًا من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها دوليا، بما في ذلك التعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، والاحتجاز المطول دون تهمة ، مما يؤدي إلى اختفاء الأشخاص عن طريق اختطاف الأشخاص واحتجازهم السري، أو أي إنكار صارخ آخر للحق في الحياة والحرية والأمن الشخصي، ما لم تكن هذه المساعدة ستفيد بشكل مباشر الأشخاص المحتاجين في اي بلد».
تنتهك واشنطن باستمرار القوانين الدولية والدستورية وقوانين الولايات المتحدة، وتعمل وفقًا لقواعدها الخاصة حصريًا. ان عملية تمويل الأسلحة الى الدول المارقة في الشرق الأوسط يزيد من فرصة العداء أكثر مما سبق.
في حين ان فكرة الحرب الأميركية على إيران غير محتملة وتصرفاتها العدائية تجعل الأمر غير ممكن التفكير، على الرغم من معارضة المجتمع الدولي القوية لها.
وما حصل في 24 أيار ان 76 جنرالا وأميركيين ومبعوثين متقاعدين وقعوا رسالة مفتوحة إلى ترامب، يحثونه فيها على عدم مهاجمة إيران ويعربون عن بالغ قلقهم إزاء التصعيد الحالي مع إيران فإما عن طريق الاختيار أو سوء التقدير، من شأنه أن يؤدي إلى تداعيات مثيرة في الشرق الأوسط المزعزع للاستقرار بالفعل وجر الولايات المتحدة إلى صراع مسلح آخر بتكلفة مالية وبشرية وجيوسياسية هائلة.
وحث الموقعون على «الحكمة السياسية والدبلوماسية (لتجنب) النزاع المسلح غير الضروري».
وما تقوم به الولايات المتحدة من تصرفات عدائية ضد روسيا والصين وإيران ودول أخرى من شانه ان يزيد من خطر نشوب حرب عالمية وهو أمر مريب يجب تجنبه.
جاء بقلم ستيفن ليندمان- Global Research

 

زينب خليل درويش
التاريخ: الخميس 30-5-2019
الرقم: 16990

 

آخر الأخبار
حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا إشارات ذكية وتدريب نوعي لرفع كفاءة كوادر المرور أسدل ستارته..  معرض دمشق.. منصة تشاركية للاستثمار والعمل   إعادة الأموال المنهوبة… بين البعد السياسي والاقتصادي لإعمار سوريا  الدفاع المدني يجدد المطالبة بالإفراج عن حمزة العمارين المختطف في السويداء  الداخلية العراقية تنفي رواية روجها "الحشد الشعبي" بوقوع اشتباكات مع مسلحين على الحدود السورية  وزير المالية: ما تحقق في المعرض إنجاز وطني كبير  إغلاق تراخيص التأمين والتمويل العقاري  الجامعة العربية تدين التوغلات الإسرائيلية وتؤكد دعمها لوحدة سوريا واستعادة الجولان  سوريا في قلب أزمة جفاف غير مسبوقة تهدد الأمن الغذائي  "فورين بوليسي": الشرع أمام اختبار إعادة بناء سوريا  صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان