لطفي فؤاد لطفي.. يبحث في العلاقة بين أشكال عمارة المدن والإنسان

الدكتور لطفي فؤاد لطفي باحث في تاريخ العمارة ومخرج سينمائي وتلفزيوني وفنان ضوئي, اهتم في العقدين الأخيرين من القرن العشرين ومطلع هذا القرن بتوثيق أحياء دمشق وحلب وحمص وحماه من خلال 30 فيلماً, تحدث عن تاريخ عمارتها والحياة الاجتماعية فيها، كما وثّق عمارة وسبل وخانات ونقود بلاد الشام ضمن سلاسل وثائقية عددها 150 فيلماً، كما سجل ووثق المنشآت العمرانية عبر جميع العصور في سلسلة وثائقية بعنوان «رحلة الحضارة» ووثق المساجد والكنائس ضمن فيلم خطوات نحو الشمس..
جديد الباحث لطفي فؤاد لطفي كتاب حمل عنوان (التاريخ المعماري والعمراني لبلاد الشام 1918 – 1946) صدر عن دار الفارابي ب268 صفحة من القطع الكبير.
اتبع د.لطفي في كتابه منهجية التحليل لقراءة العلاقة بين أشكال المدن وعمارتها والإنسان, والاستنباط العلمي لمعرفة حركة الإنسان, اعتماداً على الوثائق والمصادر والمراجع, والبحث الميداني وأرشيف المؤسسات الرسمية في سورية ولبنان وفلسطين…الخ.
تضمن البحث ثلاثة فصول الأول: تحدث عن مصطلح بلاد الشام والتحديد التاريخي والجغرافي لها, والمسألة الشرقية, والصراع على النفوذ فيها…. الفصل الثاني: بحث في تاريخ التطورات العمرانية في بلاد الشام, والعمارة وتنظيم العمران زمن الانتداب, أما الفصل الثالث: فتضمن أشكال العمارة وخصائصها في كل من المدن: اسكندرون وأنطاكية وبيروت وحلب ودمشق والعمارة الفلسطينية…الخ.
ورأى الدكتور لطفي أنه يصعب الاتفاق على تعريف واحد لبلاد الشام وسورية الطبيعية, فثمة استخدامات قديمة وحديثة شتى, فتسمية بلاد الشام لم يكن مصدرها العرب المسلمين, إذ كانت مستخدمة قبلهم بزمن طويل عند عرب شبه الجزيرة العربية, فهي تدل على جميع المناطق الشمالية من البلاد العربية التي هي شمال الكعبة أي يسارها, في مقابل اليمن الدّال على المناطق الجنوبية التي هي على يمينها, وسمي الحجاز باسمه لأنه يحجز أي يفصل بينهما.
ويضيف صاحب كتاب (التاريخ العمراني لدمشق خلال عامي 1516-1918 ) إن العلامات الأولى للبناء في بلاد الشام تقع في النهاية القصوى للعهد الباليوليتي, أي بحدود 15000 سنة ق.م, ثم التعرف إليها في فلسطين في موقع عين حيف, وفي مغارة جعيتا, وظهرت التجمعات السكنية الأولى بحدود 12000ق.م في العهد النطوفي, وتم تنظيم الفضاء المبني والمباني الجماعية بين عامي 9500-8200ق.م في غوطة دمشق, وفي أريحا وفي المريبط في منطقة الفرات, وكان الحجر والخشب وتربة البناء والديش الخام المكون من الكلس القاسي المتفتت اساسياً في البناء, وفي كل طبقة موضوعة على طبقة من الملاط الصلب المركب في جص وطين, ووجد تنوعاً معمارياً غنياً في الجرف الأحمر, فقد بُنيت الكثير من المنازل في الوقت نفسه فوق سطح مستو, ما يعني عملاً جماعياً لتسويتها حيث توضعت المساكن على شكل قوس دائرية حول بناء جماعي.
ويشير المؤلف في تمهيده أن بلاد الشام تُعدّ وحدة تشكيلية قديمة, خَبَرها المجتمع الإنساني منذ زمن يرجع إلى ماقبل التاريخ, فهي تعتبر بحق من أعظم المنجزات الإنسانية الحضارية وهي في الواقع مركز استقطاب جذب إليها كل الفاتحين المتطلعين إلى مواقع استراتيجية مهمة, كانت ومازالت محور العالم القديم والحديث, وأضاف: لقد كوّنت معملاً نوعياً لوجود تطلعات اقتصادية وتشكيلات اجتماعية ونُظماً إدارية وسياسية تشكلت بمرور الزمن وتعاقب الأحداث.
وكتب لطفي في مقدمته:
تُعدّ بلاد الشام وحدة حضارية قديمة, خَبرها المجتمع الإنساني من زمن يرجع إلى ما قبل التاريخ, فالوثائق والعمائر والفنون والاعتقادات أكدت وجود هذه الوحدة المؤسسة على أبعاد جغرافية واجتماعية واقتصادية وتاريخية واحدة, أدت إلى وحدة في المصالح والحياة.
العمارة هي منتج إنساني ذات وظائف حياتية وأبعاد جمالية ودلالات اجتماعية وتاريخية واقتصادية فهي غلاف الحياة الإنسانية ومحيط للذاكرة وموئل لها، وهي تعكس صورة الشعوب ومفاهيمها وتجاربها، وكانت العصرنة والتحديث في العمارة سمتي المرحلة الانتدابية في جميع مدن بلاد الشام: إسكندرون، أنطاكية، بيروت، دمشق، حلب والقدس.
يذكر أن للباحث الدكتور لطفي فؤاد لطفي العديد من المؤلفات نذكر منها:
ـ التاريخ العمراني لدمشق خلال عامي 1516-1918، الهيئة السورية للكتاب 2010.
الشواهد لدى الأديان السماوية، مجلة مهد الحضارة، 2011.
خانات بلاد الشام ما بين القرنين 16-19، مجلة دراسات تاريخية، 2011.
الزخارف والألوان في ملابس بلاد الشام، وزارة السياحة، 2012.
الحياة الفكرية لدمشق في القرن التاسع عشر، مجلة دراسات تاريخية، 2012.
دراسة تاريخية لتطور مدينة حماه العمراني 1730-1909.
سوسيولوجيا المجتمع.
خانات بلاد الشام في القرنين التاسع عشر والعشرين.
ammaralnameh@hotmail.com

عمار النعمة
التاريخ: الاثنين 3-6-2019
الرقم: 16992

 

 

 

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها