تمام العواني.. يتجه للمنودراما ومشاركات درامية مهمة

كم أحببتُ العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وشغفت بأغانيه، وحفظتها في أرشيفٍ خصصته لي في أحد أركان المنزل.. وفقدته في ظل ظروف الحرب.. لقد كان يحتوي على رأي للفنان الكبير يحيى الفخراني بي حيث يقول فيه: «أنا أعرف ممثلين في سورية لكن هذا الممثل لم أسمع باسمه ولابد من أن يكون من الممثلين المهمين بسورية».. حين التقاه أثناء دعوته لأرض الكنانة وتقديمه أربعة عروض في مهرجان المسرح العربي.. وكم كان الحلم يراودني دائماً بأن أصبح موسيقياً لكن سرعان ما تبددت أحلامي أدراج الرياح حين مشاركتي بعروض مع مؤسس المسرح المدرسي نجيب الدرويش بداية العقد الثاني من العمر لأكون في رأس قائمة الكوادر الموهوبة في مدارس حي باب تدمر الواقع ضمن سور مدينة حمص العتيقة.
بكلماته القليلة تلك بدأ المخرج والفنان تمام العواني الحديث عن رحلة تعلقه وشغفه بأبي الفنون الذي رسم له طريقاً مختلفاً عن تطلعاته لتمد له يد العون لابن العائلة من الباحث الموسيقي محمد بري العواني وعضو نادي دوحة الميماس العريق في واسطة العقد.. عندما دعاه لمتابعة حفلاتها ومقدماً له خلاصة تجربته بقراءة أمات الكتب المتخصصة بالمسرح كي يثقف ذاته ويصقل موهبته ولتكون نبع الحنان لها دور هام في مستقبل طفلها اليتيم لتتركه يتوجه وفق هواه وحيثما شاء خشية أن يتسلل الحزن إلى قلبه بعد في فقدان الأب في الشهر السادس من عمره.
بينما راح الفنان تمام يتحدث عن محطة أخرى لعبت دوراً في طريقه عندما ضمه المخرج نجاح سفكوني لفريق عمله بمسرحية «ليلة القتل» وقدموها في مهرجان حلب وحصد العرض جائزته وانحصرت مشاركته بدور عادي قدم خلاله جملة واحدة كان هدف المخرج منها اختبار صوته ومخارج حروفه ونطقه السليم وكيفية تأديتها فقال عنه: «إن الشاب سيكون ممثلاً مهماً في المستقبل» لتكون تجربته معه الوحيدة حيث انتقل المخرج للعاصمة وترك واسطة العقد إلى غير رجعة واحترف الفن مشيراً إلى دور منظمة اتحاد شبيبة الثورة الهام حين فتحت أمامه الباب على مصراعيه في ثمانينات القرن الماضي للمشاركة في المهرجان المسرحي بإخراج مسرحية بعنوان «المفتش العام» لنيقولاي غوغول وقدمها أمام لجان تحكيم فنال الجائزة الأولى وتقاطرت نجاحاته لتتلقفه أعمال أخرى أخرجها القريب بري العواني في مسرحيتين الأولى» قرقاش» والأخرى «طوباز» فيلفت نظر شاب قادم من مصر ويدعى محمد الحموي في أعمال عدة.
المخرج تمام يتابع حديثه عن مشاركته مع المخرج حسن عكلة بعد تأسيسه فرقة في المركز الثقافي عندما أسند له دور في مسرحية «ليل الحصاد» فأثبت وجوده بجداره ما تثنى له إنشاء فرقته المسرحية الرديفة لنادي دوحة الميماس العريق فاعتمد على نصوص لكتاب كبار أمثال نور الدين الهاشمي وهيثم الخواجة فأسس فرقة للأطفال جال بها جميع مدارس المحافظة وفاق عدد مشاهديه من الأطفال حوالي 40 ألف طفل تابعوا عروضه ونجح بنقل المسرح إليهم بدلاً من اللحاق به، فوقع عقداً مع منظمة الطلائع ليقدم ستة عروض تقدم بالتناوب على المدارس.
كما أن دأبه ومثابرته شدت انتباه كافة المخرجين من بين ممثلي حمص فتلقفه المسرح العمالي مع فرحان بلبل ومحمد بري العواني ونجاح سفكوني فمدته المشاركات تلك بثقافات مختلفة وحصد الجوائز والتكريمات داخل القطر وخارجه لكن يعود للحديث عن مشاركته بمسرح المنودراما في إمارة الفجيرة الدولي بالإمارات العربية المتحدة لتتالى العروض كل عامين ويقف باقتدار أمام نجوم كبار أمثال محمد صبحي وسميحة أيوب وسامح السريطي ونور الشريف.
لكن رغم مشاركته في أدوار هامة درامية وأهمها «الأيام المتمردة» و»الخيزران» مع محمد بدرخان» وادي السايح» و»الجدران الباردة» مع المخرج غزوان بريجان إلا أن الرغبة لا تراوده للشاشة الفضية لأنه يعتبرها تبدد ذاكرة المتلقي وتنسيه من يقوم بأداء الدور عند انتهاء العمل على عكس المسرح فالمتلقي واع مدرك لكل التفاصيل لافتاً بأن من يؤدي أدواراً صغيرةً يبقى في غياهب النسيان ولابد من الدخول للأعمال المتلفزة من بوابة كبيرة لكن الشللية الطاغية على الأعمال تمنع المواهب من أداء مهمتها وإثبات وجودها مبيناً بأن المعهد المسرحي يعد صرحاً حضارياً مهماً يجذب الكوادر لكن بعضها غير موهوبة فكان مصيرها البقاء دون عمل، لافتاً أن مشروع المنودراما الأهم بالنسبة له بعد عروض الفنانين زيناتي قدسية وعبد الرحمن أبو القاسم لذا قدم عدة عروض منها لاقت حضوراً من جمهور العاصمة مثل: «المطرود» وتبعه «الكهف» مع زهير العمر و»العقرب» مع بري العواني وإخراجه وكان من ضمن عروض المسرح القومي في دمشق والمهرجان المسرحي بالقاهرة وليتجه تفكيره كلياً الآن لحصر عروضه بمدة 45 دقيقة دون أدوات مسرحية جديدة.

رفاه الدروبي
التاريخ: الثلاثاء 4-6-2019
الرقم: 16993

 

 

 

آخر الأخبار
الأخلاق.. بوصلة القيم في زمن الضجيج الإعلامي واشنطن تدعو دمشق إلى محاسبة مرتكبي الانتهاكات في السويداء "أريحا أحلى بهمة أهلها": مبادرة مجتمعية لتحسين الواقع الخدمي والبيئي إيراداتها وصلت إلى 210 مليارات ليرة في 6 أشهر.."عدرا الصناعية".. ديناميكية الإنتاج وصعود الاستثمارات عودة الدولة إلى السويداء..خيار النجاة لوحدة الوطن بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني في جامعة دمشق "الشعوري التصنيفي".. الإنسان كون في ذاته اجتماع ثلاثي في عمّان يبحث جهود التهدئة في السويداء والتزام بوحدة سوريا التكنولوجيا الطبية.. رافعة لإعادة بناء النظام الصحي السوري المبعوث الأميركي يدعو إلى تغليب لغة الحوار والسلام في سوريا دعم وترحيب دولي لاتفاق وقف إطلاق النار في السويداء وتحذيرات من انهيار التهدئة "وقت الوحدة هو الآن".. باراك يبحث مع عبدي خطوات الاندماج في الدولة السورية طريف وحزب جنبلاط يدعوان لتثبيت وقف إطلاق النار في السويداء بعد هزة قرار "الاقتصاد" الأخير.. أسعار السيارات تشهد مرحلة جديدة بين التجار والحكومة ارتفاع إيجارات السكن بين واقع المواطن وعدم تدخّل الحكومات خدمات إغاثية وصحية لمهجري السويداء في مراكز إيواء درعا   مراجعة لضريبة البيوع العقارية.. عبد الكريم إدريس لـ"الثورة" : تُخفّض الإيجارات   سوريا قوية بوحدة شعبها ومتانة علاقاتها الإقليمية والدولية تأهيل دوار أبو فراس الحمداني في حلب نشوب حريق في برمانة المشايخ وفرق الإطفاء تحاصره