و على سبيل عشق الشيء بشغفٍ حتى يُشغف بنا التميز الوقتي والزمني و يكتبنا بأقلامه أو نكتبه بأقلامنا الشغوفة ربّما
و على سبيل الذكرى ربّما و التذكار السائر , نحو الغيم , و زرقة الدهشة وإعجاز الشيء الداكن و على سبيل الشغاف بالأمرِ
الشغافِ الوارد من حيث انشغاف الذات الواعية بشيءٍ ما ،يستحسن التبصر بجماله , بأنوارِ تسقطُ على مرأته في لحظة الانعكاس الأجمل , الانعكاس الأبهى ،و على سبيل الذكرى والشغاف بها رأيتُ أقاصيص تسامر عليها بنو هلال و قالوا من ذاك السامر…
تسامروا في وقتٍ , كان يخضرُّ حبقه و إذ شغاف الأيام
و الألحان يسألُ , متى يجفُّ دمع الأيام الهاطل
و تعزفُ الأنغام , و تولدُ الأنجم في رؤى كل مُسافر
يعشق .. و يُقالُ : ما أجمل العشق حتى الشغف الأعظم
حتى النطق بأوزانه و أفعاله من دون أي تردد يُذكر ..
ما أجمل الأيام التي تُشغفُ بنا , كُلنا ينشد ذلك , يتمنى أن تخضرّ أوراق هذه المقولة ..
ما أجمل أن نرى الذات الشغوفة بكل ما هو جميل أن يأتينا الشغف على وجلٍ من أمرنا أو أمره !
أن يأتي كشاغلٍ عظيم الشأن يُشاغلُ بالنا , يُشاغلُ كل أوقاتنا كرواياتٍ طيبة الذكرِ
تحمل أنباء الزهر في ساعات السحر الحقيقي ،و في موعد الشغف الحقيقي , فإذ ما قيلَ هذا عاشق شغوف العشقِ والمحبة , قلنا : و هل يوجد أجمل من العشق حتى إذا تعاظم أمره إلى حالات الجوى ..
و إذ ما قيلَ إن الشغف ميزةً تقود إلى التميز،فمن شغف بشيءٍ وهبه كل ما يملك , أي عشقه بكل جوارحه , و سطره فوق الغيم , سطره في أولويات كل ما يطمح إليه , و في سرِّ الأمرِ و بواطنه ..
فإذا ظهر رجل عمره يُناهز ألفية الميلاد الأول , و شوقه شعر ألقيّ على منابر كل الحضارات المتعاقبة ألقيّ أوزاناً تملأ كل السهول والجبال , و إذ ما سألناه من أينَ لك رطب المدّ والإمداد, قال: إنني ما زلتُ على علتي الأولى , يأخذني الشغف بجمال الحياة , و بجمال الكلمات ما زلتُ أخبئ كل المساءات في فنجان قهوتي، وهنا يظهر لنا الشغف بمعنى , شغاف القلب أي الشيء الأقرب إلى القلب الشيء الذي يلامس بواطن الشيء الأعظم , فتجلى معناه و كأنه اسم التفضيل لشيءٍ نوده , لشيءٍ نوله به حدِّ الذوبان بوهجه , والاستنارة بمرآة نوره , حدّ الاستنطاق بنطقه الجميل والاستمالة إلى الوقوف فوق هضاب ذروته , فذاك الشيء يملأ القلوب شغفاً , أي إنها تجد فيه بواعث الرجاء و ملامح العظمة التي تشتهي و تبتغي , والمكانة العُليا التي تلجأ إليها في الشغف , في حالات الإتيان بقمره و الإفراط بتعظيم معاني الاكتمال .
تلك المعاني التي تجعلنا نعشب حكايات الشغف الحقيقي و نقولب جمالها بشيءٍ آخر…
و أن نُعشّب و نوصف ارتجاء حالها , و مكنون الشهد إذ تصابى إلى شهدها ,وتسامى نرجسُ نطقها , و سأل عن عرافة الأقدار , عن من يوقظ لي مُشكاة ماو يعرف سرّي و نجواي ..
و يسألون عن الشغاف , شغاف الذكرى ربّما وهل أجمل
وهل أجمل من أن يأخذنا الشغف إلى أماكن من الرقي والتميز
حيث نُشغفُ بذاك الشيء حتى نصنعُ أحسنه ..
من أن تبقى القلوب مشغوفة بشيءٍ تعالى نبض وجده , تعالى زمن حرفه و تسامى البيرق الذي يحدّه من كل ِّ جانب , يحدّه كينبوع الشيء العجائبي و ما أجمل الوقوف على ضفتيه , و الاستفادة من حال جزمه وأمره معاً من قصائد تشدّو هناك و هناك و يبقى الشغف الموزون هو ما يميزها في شدوها الأول والأخير ..
منال محمد يوسف
التاريخ: الثلاثاء 4-6-2019
الرقم: 16993