السودان يدخل مرحلة تأزم جديدة.. قتلى وجرحى بفض الاعتصام.. الإعلان عن عصيان مدني ودعوات دولية لضبط النفس

مرحلة أخرى من التصعيد دخلها السودان بعد أن تحولت ساحته إلى كتلة من الاتهامات وتراشق المسؤولية عن وقوع عدد من القتلى والمصابين، حيث أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير وقف التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، والدخول في إضراب سياسي وعصيان مدني ، فيما توالت ردود الفعل الدولية على تطورات الأحداث، في ظل نفي الجيش السوداني فض الاعتصام بالقوة أمام مقر القيادة العسكرية في العاصمة الخرطوم.
وحمّلت «قوى التغيير» المجلس العسكري الانتقالي، الذي وصفته بـ»الانقلابي»، المسؤولية كاملة عن الأحداث الدامية، مؤكدة أنه خطط لتنفيذ هذه الجريمة بالخرطوم ومدن أخرى، من بينها مدينة النهود، حيث قامت قوات الدعم السريع والجيش بفض الاعتصام السلمي.
وقالت إنها أوقفت كافة الاتصالات السياسية مع «العسكري» ووقف التفاوض، مضيفة أنه لم يعد أهلا للتفاوض مع الشعب السوداني، وأن قادة وأعضاء هذا المجلس يتحملون المسؤولية الجنائية عن الدماء التي أريقت منذ نيسان الماضي.
وفي محاولة لفك الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، أكدت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل 13 شخصا وإصابة آخرين من المعتصمين، وسط دعوات تجمع المهنيين للمواطنين إلى اعتصام مدني شامل.
وقال تجمع المهنيين ولجنة أطباء السودان المركزي: إن عدد القتلى ارتفع ليصل إلى 30 شخصا برصاص المجلس العسكري، مع سقوط عدد كبير من الجرحى بإصابات حرجة، وإدخال العديد منهم إلى العناية المكثفة.
من جهته قال القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، كمال كرار: إن منطقة الاعتصام بالعاصمة الخرطوم باتت شبه خالية بعد أن تم فضها بالقوة، وأن الحصيلة الأولية للقتلى بلغت 30 شخصا.
وكان تجمع المهنيين دعا صباح أمس المواطنين السودانيين في العاصمة الخرطوم إلى تسيير المواكب والاتجاه إلى ميدان الاعتصام أمام القيادة العامة لدعم المعتصمين ضد المجلس العسكري، كما دعا ضباط الجيش لحماية المعتصمين، محملاً المجلس العسكري مسؤولية محاولة فض الاعتصام وقمع المتظاهرين والتعرض لهم.
من جهته دعا حزب الأمة المواطنين إلى النزول للشارع وإقامة عشرات الاعتصامات داخل وخارج الخرطوم.
في حين نفى المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي، شمس الدين كباشي، أي محاولة لفض الاعتصام بالقوة، وأكد عدم وجود أي تواجد عسكري في منطقة الاعتصام، مشيرا إلى استئناف التفاوض غدا أو بعد غد.
وقال كباشي: نحن لم نفض الاعتصام بالقوة.. الخيام موجودة، ولم يتم اقتحام مقر الاعتصام.. ولا وجود للعسكريين في منطقة الاعتصام، مؤكدا على حرية التجول للمعتصمين داخل منطقة الاعتصام، موضحاً أن ما تم خارج نطاق منطقة الاعتصام هو في منطقة كولمبيا.. هناك كثيرون فروا من كولمبيا للاعتصام، ونحن نستهدف فقط كولمبيا.
وتجاوباً مع دعوة «قوى إعلان الحرية والتغيير» في السودان، إلى العصيان، أعلن تجمع الطيارين السودانيين العصيان المدني دون استثناء لأي رحلات كائنة ما كانت.
ومع هذه التطورات توالت ردود الفعل الدولية فأصدرت مصر بيانا أشارت فيه إلى أن القاهرة تتابع ببالغ الاهتمام التطورات في السودان وتداعياتها، مؤكدة أهمية التزام كافة الأطراف بالهدوء وضبط النفس والعودة إلى المفاوضات والحوار بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوداني.
وكالعادة حشرت السفارة الأميركية في الخرطوم أنفها ودعت إلى وقف العنف، وحملت المجلس العسكري الانتقالي المسؤولية عن مقتل وجرح عدد من المدنيين.
كما دانت وزارة الخارجية البريطانية الهجوم على المتظاهرين، وقال وزير الخارجية جيرمي هانت، في تغريدة أعادت صفحة السفارة البريطانية في الخرطوم نشرها، إن: هذه خطوة شنيعة ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الاستقطاب والعنف، ولن تساعد في بناء المستقبل الذي يطالب به السودانيون.
بدورها أعلنت ألمانيا عن قلقها إزاء ما يحدث في السودان، ودعت كل الأطراف إلى وقف العنف، فيما أكد الاتحاد الأوروبي أنه يتابع أحداث السودان بدقة، محذرا من عواقب استعمال العنف ضد المدنيين.

وكالات-الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 4-6-2019
الرقم: 16993