الرسالة وصلت.. بل هي تصل باستمرار.. بقي أن تصلكم رسالة سورية باستمرار.. التي يبدو أنه لا تردد فيها ولا تراجع عنها.. ليس كشعارات نردد من خلالها وحدة بلدنا واستقلالية قرارنا.. وسيادة وطننا.. بل كحقيقة مجسدة على الأرض تسعى عبر قنوات السلام الممكنة.. فإن لم تكن.. فعبر القتال والعمل العسكري..
الحقيقة التي تؤكدها سورية ويحاول خصومها إحباطها كحقيقة وتشويهها ومنعها من الاستمرار.. هي أنه وفي إطار سيادتنا التي نحن في العام الثامن من الدفاع عنها.. لدينا القوة العسكرية المسلحة ولدينا الإرادة وإمكانية التحمل.. ولدينا الحلفاء المخلصون .. ولا مناص من استعادة كامل أراضينا حتى من فم الوحش..
كلما تحركت إرادة سورية لتأكيد وحدة وحرية وسيادة أراضيها.. بدأت أبواقهم.. وبتكرار مقيت.. فيشتمُّ قادة الغرب الاستعماري من واشنطن حتى باريس وليس بعيداً عن لندن وتوابعها.. رائحة سلاح كيماوي وبدأت الإنذارات.. هكذا وكأن الجيش السوري لا يعرف من فنون القتال وعملياته إلا القصف الكيماوي الذي لا يفيد في أي معركة خاضتها القوات السورية وكانت دائماً بعيدة عن مجرد التفكير به.. لأن أي تفكير ساذج غبي بسلاح كيماوي في مثل هذه المعارك المبعثرة.. يكون كمن يطلق على نفسه أو على قدمه – كما يقولون – والجيش السوري لم يطلق أبداً على نفسه ولا على قدمه بدلالة الانتصارات التي حققها..
الجيش السوري مع حلفائه هو الذي هزم داعش في تدمر وامتداد البادية السورية وبلداتها وصولاً إلى دير الزور والبوكمال وغيرهما والرقة كانت على مرمى أيام لولا أن الولايات المتحدة فكرت باستعادة ذكرياتها في درسدن الألمانية مستعينة بأذناب لها.. لتجري تجربة أخرى مرة.. يندى لها الجبين.. وتدعي فيما بعد أنها هزمت النازية هناك وداعش هنا..
هذا واقع يتحسبون له إن لم يكن يخيفهم أيضاً فيستبقون المجريات بالتحرش الإعلامي المقرون بالتهديد المستمر بالعدوان.. والحجة البائسة الدائمة أنهم يشتمون رائحة كيماوي.. بل إن مندوبة الأمم المتحدة أعادت رواية المهزلة المسماة البراميل المتفجرة.
يريدون الهدنة ووقف القتال على قاعدة تشتت وتوزع السلطة على الأرض السورية والقرار بشأنها السوري.. وتثبيت أن ذلك لا يمس في وحدة الأراضي السورية التي ينده بها الجميع.. خصوصاً المعتدي التركي..
حركتهم وتحرشاتهم وأباطيلهم تؤكد أننا على حق.. وتؤكد أن المسألة مسألة وطن معني بحمايته وتحرير أراضيه كل سوري يعيش خارج الوهم أو المؤامرة.
As.abboud@gmail,com
أسعد عبود
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994