«القلم الإنساني» يقطر دماً

بدعة «حاملي القلم الإنساني» وأصحابه من أعضاء مجلس الأمن هي كبدعة تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول دوما، كلاهما يتخذ «القلم» و»الإنسانية» وسيلة لكتابة تقرير أو بيان طابعه «إنساني» وأهدافه سياسية تقضي بتجريم المظلوم وتبرئة المجرم القاتل.
لا مشكلة أن تكون الكويت وبلجيكا وألمانيا من «حاملي القلم الإنساني» في مجلس الأمن حول سورية، ولا مشكلة في أن يكتب القلم عن الوضع الإنساني في سورية، لكن المشكلة أن هذا القلم يكتب بدماء السوريين من دون أن يكترث أصحابه بالأرواح التي تزهقها سكاكين الإرهاب وصواريخه المتفجرة التي تستهدف المدنيين في منازلهم ومشافيهم ومدارسهم.
القضايا الإنسانية واحدة لا تتجزأ، لكنها في مجلس الأمن تتلون بالسياسة وتصطبغ بألوان المكائد والمخططات الغربية، فلم نر أعضاء المجلس الغربيين ولا حاملي القلم الإنساني يتحسسون أو يكترثون لآلاف السوريين الذين قضوا بفعل الإرهابيين والذين لا يزالون يتعرضون يومياً لقذائف حقدهم.
هؤلاء وبكل أسف يرتجفون «انسانية» عندما يقوم الجيش العربي السوري بملاحقة الإرهابيين ودك أوكارهم وتحرير المناطق من سطوتهم ويبدأ «قلمهم الإنساني جداً» بالدفاع عنهم تحت حجج واهية هدفها حمايتهم والحفاظ على ما تبقى منهم.
لم تقف الدولة السورية يوماً في وجه وصول المساعدات الإنسانية إلى مواطنيها في أي منطقة، ولم تتردد في فتح الأبواب لكل من يريد تقديم مساعدات غير مشروطة أو مسيسة، وهي لم تألُ جهداً إلا وقدمته لإيصال المساعدات للمواطنين السوريين في المناطق التي تحتجزهم فيها التنظيمات الإرهابية دروعاً بشرية .
لكن «حاملي القلم الإنساني» لا يهز مشاعرهم الحصار الاقتصادي الجائر الذي تفرضه الدول الغربية وتشارك فيه حكومات بلدانهم، ولم يتأثر قلمهم بمنع وصول الدواء للسوريين وعدم قدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية من جراء هذا الحصار الظالم.
وفي الإعلام كما في السياسة هناك «حاملو قلم إنساني» أيضاً يتبرعون للدفاع عن جبهة النصرة المدرجة على لائحة الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية، ويستترون تحت عباءة العامل الإنساني لتبييض وجهها الأسود وتبرئة إرهابييها الأجانب القادمين من الشيشان وتركيا والصين وبلجيكا وبريطانيا وتونس وغيرها، وإظهارهم «طلاب حرية» فقدوها في بلدانهم فجاؤوا يطالبون بها في سورية.
لن نعتب على أصحاب قلم لا يملكون حبره، وليس فيهم من الإنسانية من شيء، ولن نكترث كثيراً بما تخطه أقلامهم اللاإنسانية، وعلينا نحن السوريين أن نكسر أقلامهم ونسكتها بعزيمتنا ووحدتنا وتعاضدنا معاً، فالحلفاء في مجلس الأمن يكسرون الصمت ويمنعون بيانات وتقارير الزور، وجيشنا هنا يزيح ستار العتمة التي فرضها الإرهاب ويعيد للوطن ألقه ومجده.

عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994

آخر الأخبار
التعليم المهني في حلب.. ركيزة لربط التعليم بالإنتاج منشآت صناعية وحرفية بحلب تفتقر للكهرباء.. فهل من مجيب..؟ سيارة جديدة للنظافة.. هل ستنهي مشهد القمامة في شوارع صحنايا؟! كيف نتعامل مع الفساد عبر فهم أسبابه؟ الشهر الوردي.. خطوة صغيرة تصنع فرقاً كبيراً فوضى البسطات في الحرم الجامعي.. اغتيال لصورة العلم وحرمة المكان  غموض وقلق يحيطان بالمؤقتين .. مامصيرهم بعد قرار عدم تجديد العقود؟ الغلاء في زمن الوفرة.. حين لا يصل الفلاح إلى المستهلك حملة الوفاء لكفروما أم الشهداء.. إعادة تأهيل المدارس في مرحلتها الأولى ثلاث أولويات في الخطة الزراعية حتى نهاية 2026 أسباب ارتفاع الخضار والفواكه كثيرة.. والفاتورة على المواطن الروضة.. البوابة الأولى للفطام العاطفي أمراض الخريف عند الأطفال.. تحديات موسمية وحلول وقائية كيف يصبح التدريب مفتاحاً للفرص المهنية؟ الاعتراف بالواقع وابتكار الحلول.. طريق لبناء سوريا غياب الرقابة وتمادي الشاغلين.. أرصفة حلب بلا مارة! أول برلمان في سوريا بلا "فلول" الأسد شح المياه يهدد اقتصاد درعا.. نصف الرمان والزيتون في مهب الريح الجفاف يخنق محصول الزيتون وزيته في تلكلخ تمثيل المرأة في البرلمان لا يتجاوز 3%.. والأحمد يؤكد: الرئيس الشرع سيعمل على تصويبه