الثورة – لينا إسماعيل:
شهد موسم زيت الزيتون في تلكلخ بمحافظة حمص لعام 2025 انخفاضاً ملحوظاً في الإنتاج بسبب الجفاف الشديد، ما أثر سلباً على مزارعي الزيتون، وأدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة تصل إلى 40- 50 بالمئة في العديد من المناطق السورية عمومًا مقارنة بالموسم الماضي.
وُيعزى هذا الانخفاض إلى قلة الأمطار في الأشهر الرئيسية لتغذية الأشجار، مثل أيلول وتشرين الأول ، وهو ما انعكس مباشرة على جودة الإنتاج وكميته، والأمن الغذائي والاقتصاد المحلي للمنطقة.
أسعار بحسب الجودة
عن واقع زراعة الزيتون، وإنتاج الزيت في منطقة تلكلخ أوضح رئيس الرابطة المهندس إلياس بيطار لـ”الثورة” أن زيت الزيتون في المنطقة يعتبر من أجود أنواع الزيوت، إذ يتميز بكونه بكراً ممتازاً من العصر الأول، ويتمتع بنسبة حموضة منخفضة جداً، مما يمنحه نكهة متوازنة، ورائحة مميزة تعكس بيئته المحلية. ولدى سؤالنا عن أسعار الزيتون والزيت حالياً، قال: إن سعر تنكة الزيت تتراوح في منطقة تلكلخ بين ٦٥- ٨٠ دولاراً حسب نسبة الأسيد (الحموضة) ورقم البيروكسيد، ويتراوح سعر الكيلو غرام الواحد من ثمار الزيتون الخضراء بحدود ١٥٠٠٠ ـ ٢٠٠٠٠ ليرة سورية حسب الصنف، إذ يعتبر صنف الزيتون الصفراوي من أفضل أنواع الزيتون الذي يستخدم للمائدة.
أهمية وجدوى اقتصادية
وعن واقع زراعة الزيتون وإنتاج الزيت في منطقة تلكلخ، أوضح م. بيطار أن أشجار الزيتون تشكل جزءاً مهماً من الزراعة في منطقة تلكلخ، ومن المعروف أن شجرة الزيتون شجرة معمرة دائمة الخضرة، ويتوفر لها المناخ المعتدل، ومعدل أمطار عالٍ، باعتبارها من ضمن منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط المناسبة جداً لزراعة أشجار الزيتون بكل أصنافها (الدعيبيلي، والخضيري، والصوراني، والقيسي، والزيتي)، ومعظمها يُزرَع بعلاً، إذ تقدر المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في منطقة تلكلخ ١٧٢١٩.٩هكتاراً، منها ٨٣٢.٤ هكتار سقي، و١٦٣٨٧.٥هكتار بعل. أما عن أعداد أشجار الزيتون الداخلة في طور الإثمار، فقد أوضح أنها تقدر في مساحة السقي بنحو ١٠٤٠٥٠ شجرة، وفي مساحة البعل ٢٦٤٤٩٢٢ شجرة، وبذلك يكون المجموع الكلي لعدد أشجار الزيتون ٢٧٤٨٩٧٢ شجرة. وبحسب المهندس بيطار فإن موسم هذا العام يعتبر ضعيفاً لأغلب أشجار الزيتون في منطقة تلكلخ، إذ يقدر الإنتاج من ثمار الزيتون لهذا العام بنحو ٥٥٠٠ طن ثمار زيتون، وبما أن النسبة المئوية لاستخراج الزيت من ثمار الزيتون في منطقة تلكلخ تتراوح بين ٢٠- ٢٥ بالمئة تختلف حسب الصنف المزروع، لذلك يقدر إنتاج زيت الزيتون في منطقة تلكلخ لعام ٢٠٢٥م بحدود ١٢١٠ أطنان.
أسباب ومعوقات
وعن أهم العقبات التي واجهت موسم زراعة أشجار الزيتون لهذا العام، أشار بيطار إلى عدة أمور، أهمها الجفاف الذي تعرضت له أشجار الزيتون هذا الموسم، إذ لوحظ تجعد حبات الزيتون واسودادها مبكراً قبل نضجها، وبالتالي سيؤثر هذا الواقع على نسبة استخراج الزيت، إضافة إلى الإصابة بالآفات الحشرية، وخاصة مرض ذبابة البحر الأبيض المتوسط (ذبابة الزيتون) وعلى عدة أجيال، إذ لوحظ تساقط لعدد كبير من حبات الزيتون وإصابتها، مما يقلل من جودة الزيت ونسبة الاستخراج. وكذلك الإصابة بالأمراض الفطرية، كمرض عين الطاووس ومرض عثة الزيتون، وعدم مكافحتها خاصة في فصل الربيع، مما أدى إلى تدني حمل الثمار، فضلاً عن ارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج من أسمدة وأجور فلاحة وأجور نقل وعصر، وخروج عدد كبير من أشجار الزيتون في المنطقة من الإنتاج بسبب الحرائق التي تعرضت لها المنطقة.