شح المياه يهدد اقتصاد درعا.. نصف الرمان والزيتون في مهب الريح

الثورة – تحقيق جهاد الزعبي:

تعرض أصحاب مزارع الرمان والزيتون بدرعا هذا الموسم لخسائر كبيرة من جراء تشقق حبات الرمان وتراجع إنتاجية الزيتون للنصف.

في هذا التحقيق نتابع الواقع من خلال المزارعين والمعنيين، ونطرح آمال ومطالب المتضررين ومقترحاتهم.

أضرار كبيرة

يقول المزارع جمال دخل الله، من داعل: إن محصولَي الرمان والزيتون في درعا يعتبران من المحاصيل الاستراتيجية التي تدر دخلاً كبيراً على آلاف العائلات بالمحافظة، وتزود أسواق المحافظات الجنوبية بحاجتها من هذين المحصولين، ويتم تصدير الفائض إلى خارج البلد.

في هذا الموسم تعرض المحصولان لأضرار كبيرة من جراء تشقق كميات كبيرة من حبات الرمان، وجفاف حبات الزيتون بسبب شح مياه الري، ما أوقع المزارعين بخسائر كبيرة.

المزارع زياد الربداوي، من طفس، يؤكد أن شح مياه الري، وقلة عدد ريات أشجار الرمان في شهري آب وأيلول أدى إلى تشقق نسبة 40 بالمئة من محصول الرمان بشكل مبكر، ما أدى إلى إجبار المزارعين على بيعه لمندوبي معامل العصير بسعر بخس يصل إلى 750 ليرة للكيلو غرام، وهذا السعر المتدني أدى لخسائر كبيرة تكبّدها الفلاحون في ظل غلاء أسعار السماد والأدوية الزراعية وغيرها من مستلزمات ونفقات رعاية الأشجار.

أسباب التشقق

المهندس الزراعي عمران السموري- صاحب صيدلية زراعية في مدينة طفس التي تعد من أكبر مناطق إنتاج الرمان في المحافظة، أرجع أسباب تشقق الرمان لعدة عوامل، أهمها عدم انتظام ري الرمان، إذ يجب أن يحافظ المزارع على مواعيد محددة بانتظام للري وخاصة في شهري آب وأيلول، وعدم الإشباع بعد عطش المحصول، إذ يترتب على المزارع في هذه الحالة ري سريع للمحصول، ثم ري متوسط الإشباع، ثم ري معتاد حتى الإشباع، حتى تتأقلم الشجرة مع وضعها الطبيعي في السقاية.

وكشف أن نقص الكالسيوم يعدّ من الأسباب الرئيسة لتشقق الرمان، داعياً المزارعين إلى رش المحصول بالكالسيوم وتغذية الأرض بأسمدة تحتوي الكالسيوم، كما يؤدي الحمل الزائد للأشجار إلى تشقق الثمار مبكراً، وهذا يعتمد على أصول التقليم، وهي مرحلة قص الأغصان في بداية الموسم، والتخلي عن الثمار الزائدة بعد انتهاء عقد الأزهار.

أما المهندس الزراعي محمود أبو نقطة، فأوضح أن حمل الأشجار يجب ألا يتعدى 100 كيلوغرام من الثمار على الشجرة الواحدة، لأن زيادة حمولة الشجرة تؤدي إلى ضعف التغذية لحبات الرمان وبالتالي تشققها.

خسائر بمئات الملايين

المزارع ناصر الحشيش، من زيزون، ويمتلك 20 دونماً من الرمان، وحال مزرعته مثل باقي المزارع بالمحافظة، قال: خسارتي تقارب 400 مليون ليرة سورية، مقارنة بإنتاج موسمي للعام الماضي، وذلك بسبب تشقق الرمان وبيعه بسعر متدنٍّ.

بمقابل ذلك، بلغ إنتاج الزيتون لدى محمد كيوان، من العجمي، طنين ونصف الطن فقط هذا العام، فيما كان في العام الماضي 5 أطنان، من مساحة 10 دونمات، وباع القسم الأكبر من إنتاجه لتجار عصر الزيتون بسعر 1500 ليرة سورية للكيلو الواحد ما أوقعه بخسائر كبيرة، وأرجع كيوان سبب الخسارة إلى شح مياه الري، ما أدى إلى تراجع الإنتاجية بنحو 50 بالمئة من المحصول، وذلك بعد التغير في مواعيد السقاية من جراء جفاف الآبار والينابيع، إذ جفت البئر التي كان يروي منها محصوله في بداية الموسم، ما أدى إلى تأخر سقايته لفترة زمنية امتدت لأكثر من شهرين، ومن المتعارف عليه بين المزارعين، أن سقاية محصول الزيتون يحب أن تكون مرة واحدة كل 20 يوماً تقريباً، ويحرص المزارعون على اتباع مواعيد ثابتة في السقاية خوفاً من جفاف الثمار.

بالأرقام

توقعت مديرية زراعة درعا أن يكون إنتاج المحافظة من الرمان 33 ألف طن، و17 ألف طن من الزيتون للموسم الحالي، وفق ما ذكره رئيس دائرة التعاون الدولي والتخطيط في المديرية حسن الأحمد، الذي بيّن أن عدد أشجار الرمان في المحافظة يبلغ 1,1 مليون شجرة على مساحة تصل إلى 1850 هكتاراً، فيما يصل عدد أشجار الزيتون نحو 2,5 مليون شجرة مثمرة.

مدير الموارد المائية في درعا، المهندس هاني عبد الله، أكد أن سدود المحافظة البالغ عددها 12 سداً تعاني من شح الوارد المائي، ما أدى لجفاف معظمها من جراء قلة الهاطل المطري، وبالتالي أثر ذلك الوضع على المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، كما جفت مئات الآبار الزراعية من جراء الحفر العشوائي واستنزاف المياه الجوفية خلال السنوات الماضية.

مطالب

في السياق ذاته طالب المزارعون في درعا الجهات المعنية بضرورة تعزيز الواقع المائي، والبحث عن بدائل إسعافية لتغذية سدود درعا في المنطقة الغربية من سدود محافظة القنيطرة التي تحتوي مخازين مائية جيدة، والسماح لهم بحفر آبار ذات أعماق بحرية تصل إلى عمق 800 متر للوصول للمياه ذات الغزارة والمخازين العالية، وذلك لإنقاذ المواسم الزراعية والأشجار.

آخر الأخبار
كيف يصبح التدريب مفتاحاً للفرص المهنية؟ الاعتراف بالواقع وابتكار الحلول.. طريق لبناء سوريا غياب الرقابة وتمادي الشاغلين.. أرصفة حلب بلا مارة! أول برلمان في سوريا بلا "فلول" الأسد شح المياه يهدد اقتصاد درعا.. نصف الرمان والزيتون في مهب الريح الجفاف يخنق محصول الزيتون وزيته في تلكلخ تمثيل المرأة في البرلمان لا يتجاوز 3%.. والأحمد يؤكد: الرئيس الشرع سيعمل على تصويبه الجفاف وآثاره المدمرة.. ضرورة التحرك لمستقبل مستدام الهبيط المدمّرة تنتظر مزيداً من الجهود لإزالة الأنقاض وعودة الحياة دبلوماسيون يشيدون بسير الانتخابات..تنظيم وشفافية تعكسان مرحلة جديدة من الاستقرار قطر تؤكد دعمها لإعادة إعمار سوريا وبناء دولة المؤسسات والقانون بيان مشترك بين سوريا والأردن يؤكد نجاح التعاون الأمني في مكافحة تهريب المخدرات بيع أصول الدولة أو خصخصتها.. هل نضحي بالمستقبل من أجل الحاضر؟! خبير اقتصادي يحذّر من فاقد يتجاوز 40 تريليون ليرة بعد انتخابات شفافة ونزيهة هذه هي مطالب أهل السلة من اتحادهم الجديد 4 أندية مستمرة بدون هزيمة في الدوريات الكبرى استعداداً لكأس العرب.. وديتان للمغرب مع مصر والكويت الإصابة تُبعد سينر عن دورة شنغهاي للتنس اليوم طائرتنا الأنثوية مع الأردن مونديال الشباب.. النرويج ونيجيريا وفرنسا آخر المتأهلين لدور الـ 16 وخروج مصر