منذ عقود تحاول الولايات المتحدة الأميركية أن تأخذ مجلس الأمن الدولي وقراراته وبياناته إلى حيث تريد، فتحاول عبر حق النقض (الفيتو) أن تفشل أي قرار لا ينسجم مع أطماعها وسياساتها العدوانية، وتحاول أيضاً من خلال سطوتها على بعض أعضائه الدائمين وغير الدائمين أن تمرر خططها وأهدافها.
ولعل إفشال روسيا والصين أمس محاولة إصدار بيان غير متوازن في المجلس حاول تشويه الأوضاع في محافظة إدلب خير شاهد، فقد حاولت بعض الدول التي تنفذ السياسات الأميركية أن تمرر ما تريد واشنطن عبر مسودة القرار المذكور التي تجاهلت تماماً وجود الإرهابيين من النصرة وأتباعها في إدلب وتجاهلت جرائمهم بحق المدنيين.
وهذا الأمر لا يتوقف عند حدود مجلس الأمن فقط بل إن منظومة العدوان لا تدخر جهداً إلا وتبذله في جميع المنظمات الدولية لتشويه الحقائق في سورية، بل وحتى قلبها وتزييف المعلومات كما تشتهي سفن أطماعهم ورياحهم العدوانية.
فمنظومة العدوان لم تدن مرة واحدة جرائم التنظيمات الإرهابية التي تستهدف السكان الآمنين، وحين تقوم هذه الأخيرة بإعداد مسرحية كيماوية مثلاً فإنها تتلقفها وتنفخ فيها زاعمة أن الدولة السورية قامت أو ستقوم بها.
والأمر ذاته ينطبق على ملفات اللاجئين والمهجرين والمخيمات، فكل البلطجة الأميركية بحق المهجرين في الركبان وغيره لا يراها الإعلام الغربي ولا يناقشها مجلس الأمن الدولي بل نرى العكس تماماً وهو الزعم بأن واشنطن وحلفاءها يحمون المدنيين من الحكومة السورية.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994