التعليم المهني في حلب.. ركيزة لربط التعليم بالإنتاج

الثورة – جهاد اصطيف:

التعليم المهني واحد من أهم دعائم العملية التربوية في سوريا عامة، وفي مدينة حلب على وجه الخصوص، فهو ليس مجرد مسار دراسي بديل عن التعليم العام، بل يمثل حلقة وصل مباشرة بين مقاعد الدراسة وسوق العمل، ولأن طبيعة الاقتصاد المعاصر، والحاجة الماسة إلى اليد العاملة المؤهلة، جعلتا من هذا النوع من التعليم رافداً لا غنى عنه لتطوير الإنتاج المحلي، وإعادة إحياء الصناعات الوطنية، وخاصة في مدينة مثل حلب، التي كانت ولا تزال تعرف بعراقتها الصناعية والتجارية. إن أهمية التعليم المهني تكمن في أنه لا يقتصر على تزويد الطالب بالمعلومات النظرية فقط، بل يجمع بين الجانب التعليمي والجانب التدريبي العملي، ما يجعله أكثر ارتباطاً بالواقع، وأكثر قدرة على تلبية حاجات المجتمع الاقتصادية، وفي ظل التغيرات العميقة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، يبرز التعليم المهني كخيار استراتيجي لإعادة تأهيل الكوادر الشابة، وتجهيزهم لسوق العمل بمهارات متخصصة تسهم في النهضة الاقتصادية.

رؤية شاملة

في هذا السياق، أوضح معاون مدير التعليم المهني والتقني في مديرية التربية بحلب، المهندس علاء الدين بوشي، وفق بيان المديرية، أن وزارة التربية تعمل على توفير كافة مستلزمات العملية التعليمية والتدريبية لانطلاق العام الدراسي الجديد، في حين تتابع مديرية التربية والتعليم بحلب استقبال الطلاب الناجحين في شهادة التعليم الأساسي، والراغبين في متابعة تحصيلهم العلمي عبر التعليم المهني.

وينقسم التعليم المهني في حلب إلى ثلاثة فروع رئيسية، هي التعليم التجاري، التعليم الصناعي، والتعليم النسوي، كما يضاف إليها التعليم المزدوج الذي يتم بالتعاون مع غرفة صناعة حلب، في خطوة تهدف إلى ربط الطلاب بشكل مباشر بمتطلبات المصانع والمعامل.

وبين بوشي أنه يوجد في حلب ثانويات تجارية للبنين والبنات، ومعهد تجاري يمنح مستوى أعلى من التأهيل، وكذلك التعليم الصناعي الذي يعتبر العمود الفقري للتعليم المهني في حلب، بالنظر إلى طبيعة المدينة الصناعية، حيث يوجد 8 ثانويات صناعية موزعة على مناطق مختلفة من المحافظة، وتتضمن هذه الثانويات 15 اختصاصاً، منها التقنيات الكهربائية، والتقنيات الإلكترونية، وتقنيات الحاسوب، والنجارة، والحدادة، الميكانيك، والمهن النسيجية. أما التعليم النسوي، فيهتم بتأهيل الفتيات في مهن مرتبطة بالحياة اليومية والاحتياجات المجتمعية، ويوجد في حلب 11 ثانوية نسوية باختصاصات أساسية مثل الخياطة، التجميل، والتعليم المزدوج (التشاركي) الذي يتم بالتعاون مع غرفة صناعة حلب، ويضم اختصاصين أساسيين، هما التصنيع الميكانيكي وصناعة الألبسة، ويجمع بين الدراسة النظرية في المدرسة والتدريب العملي المباشر داخل المصانع، ويهدف إلى رفع سوية التدريب وربط الطالب مباشرة بسوق العمل.

خيار مهم

إن التعليم المهني في حلب خيار مهم لبناء مستقبل الاقتصاد الوطني، فبينما يرفد التعليم العام الجامعات بالكفاءات النظرية، يضمن التعليم المهني إعداد جيل من الفنيين القادرين على إعادة تشغيل عجلة الإنتاج. ومع وجود ثانويات ومعاهد متعددة تغطي التعليم التجاري، الصناعي، والنسوي، إضافة إلى تجربة التعليم المزدوج، يبدو أن حلب تمتلك البنية اللازمة لإطلاق نهضة جديدة في مجال التعليم المهني، إلا أن النجاح الحقيقي يتوقف على دعم حكومي مستمر، وتعاون وثيق مع القطاع الخاص، وتغيير في الوعي المجتمعي نحو تقدير قيمة هذا النوع من التعليم باعتباره أساسياً لا ثانوياً. إن الرهان على التعليم المهني هو رهان على الإنسان المُنتج، الذي يملك المهارة والمعرفة معاً، وهو ما تحتاجه سوريا اليوم أكثر من أي وقت مضى.

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية