الثورة_مها دياب
ملتقى التوظيف والتأهيل التدريبي الذي عقد في دمشق مؤخراً يشكّل مساحة حيوية تجمع بين الجامعات ومراكز التدريب والمؤسسات المهنية، في لحظة وطنية تتطلب إعادة بناء العلاقة بين التعليم وسوق العمل.
وفي ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يبرز هذا الملتقى كفرصة عملية للشباب السوري لاكتشاف المسارات المهنية الواقعية وتوسيع خياراتهم في بيئة تنافسية متغيّرة.
المدير الإداري والمالي لمجموعة السروجي هنادي أبيض، توضح في حديثها لـ”الثورة” أن المجموعة تعمل منذ أكثر من عشرين سنة في مجال التدريب والتطوير وتأهيل الموارد البشرية، وتركز على تقديم الخبرات العملية اللازمة للطلاب الخريجين أو الباحثين عن فرصة في سوق العمل من خلال برامج جديدة وتدريب واقعي.
وتقول: إن التدريب الذي تقدمه المجموعة متنوع ويشمل مجالات المحاسبة، إذ يبدأ من مبادئ المحاسبة وينتهي بأحدث البرامج، والعمل المصرفي بكل ما يخص مهاراته من خزينة وإدارة بنوك، والإعلام والتعليق الصوتي من خلال برنامج كاريزما الصوت والهندسة الصوتية، بالإضافة إلى قسم خاص بالموارد البشرية يشمل إعداد مدرب للمنظمات الدولية وإدارة الموارد البشرية باللغتين العربية والإنجليزية، ومهارات التواصل باللغة الإنجليزية، مع برامج جديدة سيتم طرحها قريباً.
وتشير إلى أن المنافسة في سوق العمل كبيرة، والمجموعة تترك المجال للمتدربين ليحكموا من خلال التجربة، واهتمام المركز الحقيقي، حيث يبدأ من اللحظة الأولى، ويعامل المتدرب كعضو في فريق العمل، ما يخلق بيئة مريحة وانتماءً حقيقياً يدفعه للاستمرار والسؤال الدائم عن البرامج الجديدة.
بيئة داعمة
وتؤكد على أهمية الملتقيات والمعارض التي تعنى بالتدريب والتأهيل، وتعتبرها فرصة للشباب للتعرف على البرامج الإضافية والدورات التدريبية التي يمكنهم التقدّم لها، خاصة في هذا الوقت لها أهمية كبيرة، ولا يجب تجاهل وجود خلل في سوق العمل، بل يجب الاعتراف بوجود فجوة زمنية كبيرة بين المناهج الأكاديمية وسوق العمل، والعمل على ردمها.
ومن جهة أخرى يرى الدكتور أحمد الشعراوي أستاذ الإعلام الإلكتروني كلية الإعلام، أنه في ظل المنافسة المتزايدة مع مؤسسات إعلامية مدعومة ومؤهلة، يصبح التدريب والتأهيل ضرورة لا يمكن تجاهلها.
فهذه المعركة الإعلامية لا ترحم، ومن لا يمتلك الأدوات اللازمة سيجد نفسه خارج السباق، والتدريب هنا لا يعني فقط اكتساب المهارات التقنية، بل يشمل أيضاً بناء الوعي، وتعزيز القدرة على التحليل، وتطوير الحس النقدي، وكلها عناصر أساسية لصناعة إعلامي قادر على مواكبة العصر.
ويشدد على أن التدريب هو الأداة الوحيدة لتطوير الكوادر البشرية، خاصة بعد فترات الانغلاق والعزلة التي أثرت على قطاع الإعلام.
وختم حديثه بقوله: إن الإعلامي الحقيقي هو من يملك الشغف والحب والصبر والقدرات والمهارات، ومن لا يملكها لا يمكن أن يكون إعلامياً، ولا يمكن أن يستطيع الاستمرار أو التأثير.
