الثورة- ناديا سعود:
في إطار الجهود الوطنية لمكافحة سرطان الثدي، أطلقت وزارة الصحة حملة “الشهر الوردي” التي تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر وتشجيع النساء على إجراء الفحوص الدورية.
رئيسة دائرة الصحة الإنجابية في وزارة الصحة، الدكتورة آلاء عرقسوسي، أوضحت في حديث خاص لصحيفة الثورة أن الهدف الأساسي من الحملة هذا العام هو زيادة الوعي في المجتمع حول سرطان الثدي والتعريف بعوامل الخطورة المؤدية للإصابة به، مشددة على أن الكشف المبكر هو المفتاح لرفع نسب الشفاء وإنقاذ الأرواح. وبيّنت الدكتورة عرقسوسي أن الوزارة نسّقت على مستوى مديريات الصحة في المحافظات لتشكيل فرق توعية وفحص تجوب المناطق السكنية والمنشآت الحكومية وستُقدَّم خدمات الفحص السريري داخل المراكز الصحية، إلى جانب تحديد المرافق التي تضم أجهزة ماموغرافي فعال، مؤكدة أن جميع الفحوص التي تُجرى في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة مجانية، ليس فقط خلال فترة الحملة، بل على مدار العام.
الوصول إلى المناطق البعيدة
وحول آلية الوصول إلى النساء في المناطق البعيدة أو الأقل خدمة صحياً، كشفت عرقسوسي أن الوزارة تتعاون مع عدد من الجمعيات والمنظمات الداعمة لتأمين وصول الخدمات إلى تلك المناطق، عبر عيادات متنقلة مجهزة بأجهزة فحص وكادر مدرَّب لتقديم الرعاية والفحص في أماكن تواجد النساء.
شراكات محلية ودولية
وتشارك في الحملة قطاعات حكومية متعددة، منها وزارات التربية، التعليم العالي، الشؤون الاجتماعية والعمل، الداخلية، الأوقاف، الاتصالات، والثقافة، إلى جانب منظمات دولية مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية. وأشارت الدكتورة عرقسوسي إلى أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تدريب وتأهيل الكوادر الصحية حول أساليب الفحص السريري وجودة وتقنيات التصوير الشعاعي للثدي (الماموغرافي والأكوغرافي).
أما أبرز التحديات التي تواجه القطاع الصحي في مجال الكشف المبكر، تشير الدكتورة عرقسوسي لنقص الكوادر والأجهزة، وانقطاع الكهرباء، وصعوبات صيانة المعدات، ورغم ذلك، تواصل الوزارة جهودها لتعزيز خدمات الكشف ضمن برنامج الصحة الإنجابية، الذي يقدم خدماته بشكل مستمر في العيادات والمرافق الصحية طوال العام. ووفق إحصاءات وزارة الصحة، فإن سرطان الثدي يشكل نحو 30بالمائة من إجمالي الأورام المسجّلة سنوياً في سوريا.
واختتمت الدكتورة آلاء عرقسوسي حديثها برسالة موجهة إلى النساء السوريات، قالت فيها: “سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً بين النساء في العالم، والكشف المبكر في مرحلته الأولى يجعل العلاج أكثر فعالية ونسب الشفاء تتجاوز 95بالمائة لذلك أدعو كل السيدات إلى عدم التردد في طلب الاستشارة الطبية عند ملاحظة أي تغير أثناء الفحص الذاتي للثدي، وإجراء صورة الماموغرافي بعد سن الأربعين، لا داعي للخوف، فمعظم الكتل التي يتم اكتشافها تكون سليمة وقابلة للعلاج”.
وختم د. غانم حديثه بالتأكيد على أهمية المتابعة والدعم النفسي، إذ تحتاج المريضة إلى فحوص وصور دورية لتأكيد السيطرة، كما أن الدعم النفسي والاجتماعي يوازي أهمية الدواء، فالمعنويات المرتفعة ترتبط بنتائج أفضل، موضحاً أن المراحل العلاجية لسرطان الثدي، ليست مجرد بروتوكولات طبية متسلسلة، بل هي رحلة إنسانية عميقة، تمثل صراعاً بين الخوف والأمل، بين المرض والحياة، الجسد يتألم، لكنه يتجدد، والروح تضعف، لكنها تعود لتنهض من جديد.