لأن أدب الطفل يكاد يكون جنسا أدبيا بذاته، قدمت مجلة جسور في عدديها» 13، 14، مجموعة من الدراسات خاصة بترجمة أدب الطفل، واختارت أنموذجا لذلك شخصية العدد»هانس كريستيان أندرسن» لتقدم نماذج من قصصه للقراء على اختلافهم.
هو عدد غني بموضوعاته وأبحاثه وخصوصا أنه طرح نوعا من الأدب يعد الأكثر صعوبة لأنه يتوجه إلى عالم الطفل وإلى المعنيين بشأن الكتابة للطفل وإلى الأمهات والآباء الذين يودون أن يحصلوا على حكايات يروونها لأطفالهم.
ولكن للترجمة همومها بحسب رئيس التحرير حسام الدين خضور وأهمها مايتعلق بترجمة الكتب ذات الطابع السياسي والمجتمعي التي تحلل مشكلاتنا الوطنية والقومية والاجتماعية بسبب تباين مفرداتنا ومنظوراتنا السياسية عنها لدى الآخر، وخصوصا أننا نترجم لنعرف الآخر، موقفه، نظرته إلينا ومايقول عنا.
ولأن الطفولة من هنا تبدأ يقول محمد الأحمد وزير الثقافة»سنعمل على أن تبادر الهيئة العامة السورية للكتاب وهي المؤسسة العامة الوطنية الأكبر المنتجة لأدب الطفل، إلى دعوة المؤسسات المعنية بالثقافة إلى أن يكون عام 2019 منطلقا لوضع أساس نظري لأدب الطفل في بلدنا..».
ولشخصية العدد هانس كريستيان أندرسن نتوقف عند بعض الترجمات والعناوين ومنها»فرخ البط القبيح ترجمة تانيا حريب، «بائعة الكبريت الصغيرة» ترجمة رنا زحكا، وترجمت رند يوسف» طيور التم البحرية»، وحسام الدين خضور ترجم» الطفل الذي يحتضر».
ويمكن أن نقرأ قصصا هامة تغني مخيلة الطفل وتشكل له قيمة مضافة، فقد ترجم د.ابراهيم استنبولي قصة تاجر التحف القديمة، ومن تأليف مايكل ويست ترجمت سلام الفاضل» الطفلان الصغيران في الغابة»، وهناك بعض القصص الفرنسية من ترجمة فاتن مرتضى.
وفي ترجماته عن الأدب الروسي نقل إلينا د.ثائر زين الدين مجموعة من القصص الشائقة» سنبلة القمح، الديك وحبة الفول، الساحرة ..»
أغبط القائمين على هذا العدد لجهودهم الكبيرة التي بدت جلية في التقديم لعالم الطفولة الذي آن الأوان أن يلقى اهتماما كبيرا لأن الأطفال هم مستقبل القادم من الأيام، وحبذا أن نتوجه إلى الأطفال في المدارس وإثراء المكتبات وتشجيع الأطفال على المنافسة في القراءة والاطلاع على الآداب المترجمة وتحصين لغتهم من التشوه والضعف.
فاتن أحمد دعبول
التاريخ: الجمعة 7-6-2019
الرقم: 16996