إذا كانت أهمية الامتحانات تأتي من كونها حصاد الطلبة في حقول العلم والمعرفة فإن الأهم اليوم هو الاستعداد التام لتأمين الراحة والطمأنينة للطلاب الذين سهروا الليالي ليجنوا حصاد ما ادخروا وما كسبوا من معارف ومهارات، ولعل المهم أيضاً هنا أن يتوافر الفهم الصحيح للامتحان على أنه تقويم وتقييم وليس معركة أو حرباً حيث ينظر البعض للامتحان على أنه مناخ خوف ورعب وترويع، وهنا يبرز دورنا الحقيقي في غسل قلوب أبنائنا من عوامل الخوف وزرع الثقة والتفاؤل بأنفسهم وأن نفهمهم أن الامتحان حكم على المعلومات والمهارات التي اكتسبها الطالب وأنه فرصة يؤكد من خلالها الممتحن ذاته العلمية والمعرفية.
ويبدو السؤال هنا مشروعاً حول دور الجهات المعنية بالعملية التربوية ولا سيما لجهة تخصيص لقاءات ميدانية بالطلاب وآبائهم في جميع المدارس منذ بداية كل عام دراسي يشرح فيها المرشدون النفسيون والموجهون التربويون الاختصاصيون دلالات الامتحان ومعانيه كي يرفعوا درجة الاستعداد النفسي لدى الطالب ليدخل الامتحان واثقاً مطمئناً لا مضطرباً خائفاً قلقاً وفي هذا السياق يجب أن نذكر بعضنا بأن دورنا جميعاً يجب أن ينصب نحو خدمة طلابنا وتأمين الأجواء الامتحانية المريحة لهم على أساس معادلة الحزم واللين في المراقبة، الحزم من غير تعسف واللين من غير فوضى وذلك على قاعدة القوانين الناظمة للامتحان فلا تساهل ولا إفراط باسم تطبيق القانون، وإنما حرص مدروس على تحقيق الانضباط وفق متطلبات الأنظمة.
الأمر الآخر الذي يتحمل الجميع مسؤوليته هو أن الامتحانات أمانة والأمانة تحتاج إلى إخلاص حاملها وهنا تبرز مسؤولية المراقب وأهمية العلاقة بين الطالب والمراقب فهي علاقة حق وواجب فمن حق الطالب أن يكتب في جو مريح ومن الواجب عليه أن يتقيد بالنظام ومن واجب المراقب ردع المخالفات بقوة القانون وتأمين المناخ الهادئ للطالب كي نصل في نهاية الأمر إلى امتحانات مثمرة وشفافة، والمهم أن يتطابق حساب الاجتهاد والمثابرة مع حساب البيدر في الحقل التربوي وأن ننجح في موسم الامتحانات ونتجنب أي شكل من الحرائق كما حدث في موسم الحبوب.!
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 11-6-2019
الرقم: 16997