مع كل دورة امتحانية جامعية ، يعود التوتر إلى الواجهة لدى الطلاب وعائلاتهم ، وذلك خشية عدم النجاح أو القلق من عدم الحصول على علامات معينة.
وكان «للثورة» لقاءات حول هذا الموضوع بالتقرير التالي:
محمد الفارس طالب في كلية العلوم ، أشار إلى مواكبته للمحاضرات أولاً بأول، و بدء التحضير للامتحانات قبل موعدها بشهر كامل ، لكن القلق يجعله يشعر وكأنه لم يدرس شيئاً، خاصة مع إلحاح والده المستمر عليه كي لايضيع من وقته ساعة دون دراسة ، ويضيف الفارس ساخراً بشعوره بالمُطالبة بتقديم امتحانٍ لصالح والده.
نبيلة الساعد طالبة في كلية الحقوق ، تنظر إلى مبنى الكلية وتبتسم و تقول : أنا واثقة من دراستي ، لكنني أجد أن المطلوب هو حشو دماغ الطالب بأكبر قدر من المعلومات ذات الطابع الحفظي ، والأمر لا يتعلق بالذكاء ، بل بمراكمة المعلومات.
راني كلش طالب في كلية الصيدلة يواجه مشكلة تتعلّق بعدم التركيز أحياناً ، فهو يخرج من الامتحان ليُراجع ما قدّمه ، ولا يهدأ حتى يتأكّد من إجاباته التي يكون معظمها صحيحاً ، لكن قلّة التركيز تجعله ينسى بعض المعلومات التي تتداخل في ذهنه.
رنا حامد تتذمّر من الإزعاج الذي يتسبب به الجيران والضوضاء الناتجة عن استماع الجيران للأغاني والمسلسلات بصوت مرتفع دون مراعاة ظروف الطلاب.
قلة التركيز والإرهاق يؤثران على الطلاب خلال الإمتحانات
من جانبه أشار مالك عواد إلى أنه يُعاني من الأرق وقلة النوم خلال الامتحانات ، وأن التوتر يجعله يستيقظ بين وقت وآخر في الليل ليُراجع فقرة أو صفحة معيّنة يخشى من سوء تحضيره لها.
بعض الطلاب ذكروا أنهم يشعرون خلال فترة الامتحانات بحاجة لوجبات أكثر ، ربما لأنّ ذلك يُضيّع بعض وقتهم أو يُخفّف توترهم ، فيما ذكر آخرون أن إقبالهم على الطعام يتراجع خلال الامتحانات ويفقدون شهيتهم.
وعن دور الأهل
ترى سلوى أحمد أن والدتها تهتم بها خلال الامتحانات أكثر من أي وقت في العام ، وتهتم بنظامها الغذائي ونومها خلال هذه الفترة ، وكأنّها تُجهّزها لمعركة حقيقية.
الأهل يساعدون أبناءهم لكنهم يُبالغون أحياناً بالاهتمام وهو أمر قد يزيد التوتر.
بدوره يقول زياد علي :إن الأجواء في البيت خلال الامتحانات تُشعره بمسؤولية مضاعفة ، وهو ما يزيد درجة التوتر لديه ، حيث يحرص الأهل على تذكيره بهذه المرحلة الحاسمة ،وأنهم مُستعدون لتهيئة كل الظروف لمساعدته ، وهو بطبيعة الحال يشكرهم على تلك الجهود.
مجد عيسى تؤكد أن الأهل يساعدون أبناءهم لكنهم يُبالغون أحياناً بالاهتمام ، وهو أمر قد يزيد التوتر ، وتروي ضاحكة تعامل والدتها معها ، حيث تُصرّ والدتها على مراجعة المنهاج معها ، كي تتأكّد من حسن استعداد ابنتها للامتحان.
وفي حالةٍ مختلفة ، تؤكد نور المصري أنّ أهلها يتعاملون معها خلال الامتحانات كأي فترة أخرى من العام ، لأنهم يثقون بتحضيرها ودراستها.
أبو نزار يعتبر فترة الامتحانات تُمثِّل عِبئاً نفسياً على الأسرة ، و يحرص على إيقاظ ابنته باكراً لتُباشر دراستها ، ويحاول التأكد من أنها تأكل بشكل جيد.
قسط من الراحة
الاختصاصيةالنفسية غالية اسعيد لها رأيها أيضا حيث بينت أنه يجب على الطالب أخذ قسط من الراحة ، وخلالها يتم القيام بالأنشطة أو الاهتمامات المفضلة كالخروج مع الأصدقاء وغيرها من الأمور البعيدة عن الامتحانات، مُضيفة بقولها: من المُناسب للطالب عدم الاستماع للآخرين دائماً رغم أن مناقشة الموضوعات الدراسية مع الزملاء يكون مُفيداً ، إلا أنّ القيام بالمقارنة بين المراجعة الفردية ومع الطلاب غالباً ما يزيد التوتر والنسيان .
وتحدثت اسعيد عن العلاقة الوطيدة التي تربط ظاهرة القلق بعملية التعلّم،موضحة أنّ عدداً من الطلاب يظهر مستواهم بشكل أقل من مستوى قدراتهم الحقيقية أثناء الامتحانات، لتعرُّضهم للتوتّر والضغط النفسيّ أثناء الامتحانات ،مؤكدة على العديد من الإجراءات والخطوات العملية الواجب الأخذ بها للحد قدر الإمكان من الآثار السلبية المتعلقة بقلق الامتحان، وهي عدم المقارنة بين خبراتنا وقدرتنا مع الآخرين لأنها المُدمّر الأول والأساسي لأي نجاح، وتقديم الإرشادات اللازمة للطالب لرفع مستوى ثقته بنفسه وتقديره لذاته، لافتةً إلى التدريب المستمر على عملية الاسترخاء كتمارين التنفس والتخيل، إضافة إلى التدرّب على استخدام المفردات الإيجابية التحفيزية التي تُخفف من التوتر، ونوهت الاختصاصية النفسية إلى الابتعاد عن الخطاب الذاتي السلبي الذي يتعلّق بنسيان المعلومات، وتشجيع الطالب على الاستثمار والاستغلال السليم والمُثمر للوقت، والحفاظ على العادات الدراسية السليمة التي تُساعد على الاستقرار النفسي للطلاب.
نيفين عيسى
التاريخ: الأربعاء 12-6-2019
رقم العدد : 16998