على غير عادته بدا مشهد امتحانات الشهادات العامة للعام الحالي لافتاً نوعاً ما عن امتحانات الدورات السابقة لمختلف الجوانب، سواء عودة تقديم امتحان التعليم الأساسي بالتزامن مع امتحان الشهادات الثانوية، أم لناحية تصاعد وتيرة التحضيرات والإجراءات التي سبقت الامتحانات، وما رافق ذلك من تعميمات وتشديد على القائمين عليها لإتمامها بالشكل اللائق والمطلوب، أم لناحية الجولات الميدانية المكثفة على المراكز الامتحانية من رئيس الحكومة والجهات المعنية لمتابعة سير الامتحانات كما يجب.
كما أن الخوف من صعوبة الأسئلة ولا سيما للشهادة الثانوية والتوقع أن تكون للمستويات العليا للطلبة كان محور الأحاديث اليومية المتداولة خلال هذه الفترة وما رافق ذلك من تكثيف للتحضير للامتحان والدروس الخاصة والجلسات الامتحانية والأسئلة المتوقعة، عدا عن حالات التوتر والخوف للطلاب والأهل من الامتحانات.
إلا أن التصريحات اليومية لوزير التربية حول الامتحانات وبث الطمأنينة، خاصة ما يتعلق بالأسئلة والتأكيد على أنها ستكون منطقية تناسب جميع المستويات متوسطة وعليا ومتدنية وتجنب الأخطاء السابقة، أو لجهة التصحيح وإعطاء هامش واسع لسلالم التصحيح حتى لا تضيع العلامة الكاملة للطالب ويأخذ أجزاء من الجواب الناقص بدلاً من حذف العلامة كاملة، كان لها أثر واضح في التخفيف من التوتر والقلق بشكل عام.
واللافت في جديد التربية للامتحانات ويعد غاية في الأهمية هو منح ميزة جديدة للطلاب، فمن الممكن للطالب عند تقديم الاعتراض على النتائج الامتحانية أن يجتمع مع لجنة ويناقشهم بالاعتراض لمعرفة أخطائه، وهذا لم يكن متداولاً في السابق، حيث يظلم كثير من الطلاب بنقص علاماتهم جراء ما قد يحدث من مشكلات في التصحيح. بالعموم هناك جديد في الامتحانات العامة باختلاف درجاته بدا واضحاً لنجاح هذه العملية الامتحانية بالشكل المطلوب عبر كثير من الجهود والأعمال المكثفة التي تقوم بها التربية والقائمون على الامتحانات.
فأهمية ونجاح امتحانات الشهادات هدف ومطلب جميع الجهات حكومية ومجتمعية، خاصة مع الزيادة الواضحة في أعداد الطلاب المسجلين للامتحانات عن السنوات السابقة، وما يتطلب ذلك من أعباء أكثر ومسؤوليات أكبر لتحقيق النزاهة المطلوبة والتميز في إنجاز دورة امتحانية تخفف من حالة فوبيا الامتحان المعتادة وتعكس إرادة طلبة يتحدون الصعاب لبلوغ المستقبل الواعد.
مريم إبراهيم
التاريخ: الخميس 13-6-2019
رقم العدد : 16999