عندما تستعرض الأحداث في أكثر من مكان في هذا العالم، ترشدك نشرات الأخبار بكل سهولة إلى الأسباب التي أدت إلى حصول هذه الأحداث، سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم غيرها، والتي ترتبط بمجملها وبشكل دائم بالسياسات المتوحشة للولايات المتحدة الأميركية.
ولا يسعنا المقال للحديث عما يجري في ليبيا والجزائر والسودان واليمن، ولا في فنزويلا وجارتها كوبا، ولا في أوكرانيا ولا في كوريا الديمقراطية والصين وإيران، ولا في العديد من الدول الأخرى التي تعيش أوضاعاً ملتهبة وعقوبات وحصاراً جائراً، ولكننا نفتح نافذة أخرى في الجدار الواهي الذي بنته الماكينة الإعلامية الأميركية والغربية والناطقة بالعربية معها، نسلط من خلالها الضوء على الحرب الإرهابية التي تشن على سورية منذ عدة سنوات تحت شعارات كاذبة.
وأبسط ما يمكن تناوله في هذه المقال هو الفرحة العارمة والسرور الذي علا محيا أطفال ورجال ونساء عشرات الأسر التي عادت لتوها من مخيم الركبان، في طريقها إلى مدنها وقراها التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والأمان، وذلك بعد سنوات من تهجير الإرهابيين لهم والاحتجاز الذي مارسته عليهم القوات الأميركية الموجودة بشكل غير شرعي في منطقة التنف، ومعها إرهابيو داعش الذين يعيشون معها جنباً إلى جنب.
وما يرويه المهجرون العائدون، من معاناة وظلم وذل واستغلال مورس عليهم، على يد الإرهابيين والقوات الأميركية في فترة احتجازهم بالمخيم، يكشف لكل منصف زيف ادعاءات واشنطن الإنسانية، والتي تتلطى وراءها إدارة ترامب للاستمرار في مشروعها الإرهابي الداعشي الذي لا يقف عند حدود سورية.
وما يرافق ذلك كل يوم في المناطق المحررة، من كشف لكميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة والمواد المتفجرة من مخلفات التنظيمات الإرهابية، يبين حجم الدعم الخارجي الذي تم ضخه للإرهابيين في سورية، وخاصة الأميركي والأوروبي والإسرائيلي منه، وأطنان الـ»سيفور» والـ»تي إن تي» والألغام والطائرات المسيرة وكل صنوف الأسلحة تشهد على الداعمين من مرسلين وناقلين ودافعي الأثمان، وهي ستضاف إلى الأدلة والقرائن والوثائق التي ستقدمها سورية يوماً إلى المؤسسات الدولية المعنية، لتجريم كل هؤلاء جراء سفكهم للدم السوري على أرضه.
راغب العطيه
التاريخ: الخميس 13-6-2019
رقم العدد : 16999