مسكونة بشغف التلاحم والحب.. بخوابي الياسمين.. ترفض العدوان والإجرام.. (منذ الأزل ينام الغريب فيها على ظله واقفاً).
ها هي سورية مهما حاولوا تمزيق قميص عروبتها.. تلطيخ براءتها.. إغراقها بالوجع.. إيشاحها بالسواد سيفاً يعربياً في نصلين الأول يصد العدا.. والآخر يجنح للسلم.. وفي الحالتين فتبق آثار أنامل دمشق تفوح منها رائحة الياسمين وعبق الشهادة.
والدماء التي تسكب في كل يوم لإجلاء الإرهاب والذئاب المنفلتة من كل حدب وصوب كفيلة بغسل مقابر الذاكرة وتخليصها من الروائح النتنة لجثث الإرهاب القادم لتغيير وجه سوريتنا وسرق لقمة عيشنا وإراقة ماء الوجه.
تلك الدماء النقية للشهداء والجرحى كفيلة أن تعيد مجتمعنا إلى سالف عهده.. إلى الأيام التي تشبهنا نحن السوريون في وشائجنا وعلاقاتنا وتلاحمنا.
غاية ما نبغيه أن نخرج مما نحن فيه من رحى الحرب اللعينه.. ونسكب فرح الوفاء والشكر والامتنان في مآقي أهالي الشهداء والجرحى الذين أعطوا أغلى ما يملكون وجعلوا أجسادهم شظايا في عيون أعداء الوطن.
نتلهف لرؤية مكونات مجتمعنا هانئة تعود لبعضها وتزرع في سوريتها الود والوئام والمحبة التي اختلست في سنوات الحرب العدوانية المدمرة.
علاء الدين محمد
التاريخ: الجمعة 14-6-2019
رقم العدد : 17000