ملحق ثقافي.. عقبة زيدان :
يحاول كثير من النقاد أن يخضعوا النصوص إلى مجموعة من القواعد النقدية، التي تم وضعها عبر التاريخ النقدي، ومن خلالها يقومون بتقييم النص، ويدلون رأيهم في صلاحيته.
هل النقد سبق النص، أم العكس؟ بالطبع النقد جاء بعد النصوص، ولهذا فإن تتالي النصوص يفتح آفاقاً جديدة في النقد. إذاً، فتطور النقد خاضع للنصوص، وليس العكس.
إن النصوص هي التي تخلق الفن الجديد، وتخلق معها جوقة كاملة ومتناسلة من المتذوقين، ومن النقاد على مختلف مستوياتهم. وتختلف النقود بين شخص وآخر، ولكن يبقى هناك شبه إجماع على أن كاتباً من طراز شكسبير، هو مبدع فريد في تاريخ الشعر والمسرح العالميين.
ألم يفتح شكسبير طريقة جديدة في النقد؟ وألم تكن كتاباته فريدة وخارجة عن نمط أسلافه، ما استدعى نقداً جديداً؟
بالتأكيد، لا توجد قاعدة نقدية ثابتة، بل هي مجموعة من الأفكار التي تتغير على الدوام، وإلا فإن آرثر رامبو لن يكون خارقاً في تاريخ الشعر، بل خارجاً عن القانون الشعري، وسيرمى بعيداً، وسيحرم العالم من شعره الفريد.
لا يحق للناقد أن يضع مجموعة من الشروط الواجب توفرها في النص، لأن هذا لن يخلق نصوصاً فريدة. وفي التاريخ نماذج كثيرة على تخلف النقد، الذي أقصى نصوصاً لفترة زمنية قصيرة، ثم أثبتت النصوص أنها أكبر من النقد وأصحابه.
في قطاع النشر، رفض النقاد/ القراء في دور النشر كتباً مثل «موبي ديك» رائعة هرمان ملفيل، ورفضت أيضاً رواية «مائة عام من العزلة» التي توجت تاريخ الرواية إلى حين صدورها، وغيرت مجرى التفكير في صناعة النص السردي. ثم انتصرت وسحقت كل الآراء النقدية السابقة عليها.
التاريخ: 18-6 -2019
رقم العدد : 17003