بذات السلاح التجاري الذي بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحارب به الصين، بدأت الأخيرة بالرد باستثماره بالاتجاه المعاكس كخطوة للضغط على التجارة الأميركية تحديداً، بعد أن فشلت المحاولات والمفاوضات التجارية لثني ترامب عن حرب الرسوم التي يستخدمها ضد بكين.
يأتي ذلك قبيل لقاءٍ محتملٍ بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ على هامش أعمال قمة العشرين، التي ستنعقد في العاصمة اليابانية طوكيو يومي 28 و29 من الشهر الجاري، حيث قررت الصين «تربية» الأميركي وتسديد ضربة للسلع والمنتجات الأميركية الواردة، فعمدت بكين إلى تخفيض الرسوم على واردات الدول المنافسة للولايات المتحدة وفق تقرير لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، ورفعت الصين التعريفات الجمركية على السلع الأميركية بنسبة 12 في المئة من بداية عام 2018م، في وقتٍ خفضت في المقابل التعريفات الجمركية على الواردات من جميع البلدان الأخرى إلى ما يزيد عن واحد في المئة.
تقرير المعهد أوضح أمس قوله: إنه في خضم الحرب التجارية القائمة بين واشنطن وبكين، يبدو أن الصين لا تجلس مكتوفة الأيدي في انتظار معرفة من سيفوز بالحرب، بل جعلت الأمر أسهل بالنسبة للبلدان المتنافسة مع الولايات المتحدة على القيام بأعمال تجارية في الصين، والوصول إلى السوق الصينية بسهولة.
وبدءاً من الشهر الجاري، أصبح البلدان يتبادلان فرض الرسوم الجمركية على بعضهما البعض، وبدأت واشنطن الأمر حينما قررت فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، ورفعت نسبتها من 10% إلى 25%، وتقدر الرسوم الأميركية على واردات صينية بـ 200 مليار دولار.
الصين بدورها ردت الكرّة للولايات المتحدة، وقامت بفرض رسوم على سلع أميركية قيمتها 60 مليار دولار، وشملت الرسوم 5140 منتجاً أميركياً، كما فرضت رسوماً إضافية نسبتها 25% على الغاز المسال المستورد من أميركا مقارنة مع 10% كانت تكتفي بفرضها. ومن هنا ارتفع منسوب لهب الحرب التجارية بين البلدين، بعد أن أوقفها ترامب والرئيس الصيني مطلع كانون الأول الماضي عبر هدنة مدتها تسعون يوماً، تم خلالها العزوف عن فرض رسوم جمركية من كلا البلدين. والمدة التي انتهت بحلول آذار الماضي، حاول ترامب مد أجلها أملاً في التوصل لاتفاق تجاري بين واشنطن وبكين، غير أن مباحثات بين الجانبين في واشنطن انهارت مطلع شهر أيار الفائت، لتكون بداية شرارة عودة الحرب التجارية بين البلدين.
وكالات – الثورة
التاريخ: الجمعة 21-6-2019
رقم العدد : 17006