الأقدام الأميركية تسعى لتثبيت خطواتها في كل مكان، فكيف إن كان هذا المكان ممن يصل إليه من تعتبرهم من ألد خصومها الدوليين وتسعى دائماً لتقليص نفوذهم وشن الهجمات بأنواعها عليهم، وتصعيد اللهجة تجاه بلدانهم التي أصبحت عملاقة في مواجهة السياسة الأميركية العدوانية؟ بفعل المصالح الأميركية التي لا ترى إلا نفسها.
وفي خطة وخطوة أميركية تسابقية جديدة، دعا مشروع قرار للكونغرس الأميركي جيش البلاد لتعزيز حضوره في منطقة القطب الشمالي، لضمان وصول الولايات المتحدة إلى موارد المنطقة القطبية، ومواجهة روسيا والصين هناك.
وأشار مشروع قانون إقرار الدفاع الوطني للعام 2020م، إلى ضرورة قيام خفر السواحل وغيره من فروع القوات المسلحة الأميركية بتحديد موقع لإنشاء ميناء استراتيجي جديد في منطقة القطب الشمالي، في خطوة لا تخفي الوثيقة أنها تستهدف مواجهة الوجود الروسي والتطلعات الصينية في المنطقة.
وحسب مشروع القانون الذي سيجري التصويت عليه خلال أيام قليلة فإن المخاوف الأميركية مما تسميه التوسع الروسي في المنطقة تعود لامتلاك موسكو نحو 40 كاسحة جليد (بينما لا يوجد لدى الولايات المتحدة إلا سفينة واحدة من هذا النوع)، واستثمارات روسيا الملموسة في البنية التحتية العسكرية، بما في ذلك إنشاء قيادة قطبية شمالية جديدة، إضافة إلى بنائها أو تحديث 16 ميناء بالمياه العميقة و14 مهبط طيران في تلك المنطقة.
وتذكر الوثيقة (بقلق) أن الصين التي أطلقت عام 2018م استراتيجيتها القطبية الشمالية الجديدة المسماة (طريق الحرير القطبي)، وصفت نفسها بأنها دولة قريبة من منطقة القطب الشمالي، معبرة عن رغبتها في ربط مبادرتها (الحزام والطريق) بمنطقة القطب الشمالي عبر استثمارات في الدول الواقعة هناك.
كما أن الصين أبدت اهتماماً بتوسيع حضورها في المنطقة من خلال نشاط سفن الأبحاث، ونيتها بناء كاسحة جليد نووية تضاف إلى كاسحتي الجليد العاديتين اللتين تمتلكهما بكين الآن.
ورأى مشروع القانون، أن روسيا والصين توحدان جهودهما في استكشاف موارد الغاز في منطقة القطب الشمالي، مشيراً إلى أن الأهمية الاقتصادية للمنطقة القطبية الشمالية في ازدياد، مع بدء البلدان في جميع أنحاء العالم فهم الفرص الكامنة في النقل البحري عبر المنطقة والتنمية الاقتصادية والتجارية هناك.
ووفقاً للوثيقة فإن المنطقة القطبية الشمالية تحتضن نحو 13% من موارد النفط و30% من موارد الغاز غير المكتشفة في العالم، إضافة إلى وفر من اليورانيوم والمعادن النادرة والذهب والماس وملايين الأميال المربعة من الموارد غير المستغلة.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال في أيار الماضي: إن منطقة القطب الشمالي أصبحت حلبة لـ (إظهار) القوة والتنافس، وأن الولايات المتحدة تدخل في عصر جديد من الارتباط الاستراتيجي في القطب الشمالي، محفوف (بتهديدات جديدة) لمنطقة القطب الشمالي، وكافة مصالحنا في تلك المنطقة، على حد زعمه، معتبراً أن الممرات البحرية في القطب الشمالي يمكن أن تصبح قناتي سويس وبنما القرن الحادي والعشرين.
يذكر أنه إضافة إلى تطوير مشروع الميناء الاستراتيجي، فإن مشروع القرار يتضمن إنتاج ست كاسحات جليد جديدة بحلول 2029م، على أن تدخل أولها في الخدمة عام 2023م.
وروسيا التي تعرف المطامع الأميركية لا تقف مكتوفة اليدين منها في المنطقة، حيث أقام الجيش الروسي في السنوات القليلة الماضية أحدث قاعدة له هناك، أطلق عليها اسم (النفل الشمالي)، وجدد مجموعة من المطارات السوفيتية المهجورة في المنطقة.
إضافة لهذا، فإن موسكو تفكر أيضاً في المشاريع الاقتصادية الضخمة داخل حدودها البحرية، كما تأمل في تسهيل السياحة في الدائرة القطبية الشمالية.
وكالات-الثورة:
التاريخ: الاثنين 24-6-2019
الرقم: 17007