طهران تؤكد عجز الأوروبيين عن تنفيذ التزاماتهم..واشنطن تحرّض على العسكرة وترفع منسوب العقوبات.. وموسكو تحمّلها مسؤولية التصعيد

في ظل التصعيد الأميركي المتواصل ضد إيران، فرضت الإدارة الأميركية سلسلة عقوبات جديدة أمس على طهران، ورفعت من وتيرة تحشيدها العسكري في الخليج، والتحريض على إيران تحت مزاعم حماية الملاحة وناقلات النفط، هذا في وقت جددت فيه طهران التأكيد على جهوزيتها التامة لصد أي عدوان جديد، مطالبة الأوروبيين الالتزام بتعهداتهم التي يفرضها الاتفاق النووي، فيما أكدت روسيا على وقوفها إلى جانب إيران بالتصدي للعقوبات الأميركية.
وفي التفاصيل: حض الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعض الدول على حماية ناقلاتها النفطية في مضيق هرمز، في إشارة واضحة إلى الدفع نحو العسكرة في منطقة الخليج، والتحشيد ضد إيران تحت مزاعم حماية النفط، متجاهلا أن بلاده تعتبر أكبر تهديد للأمن والسلام الدوليين.
وأضاف الرئيس الأميركي أمس في تغريدات على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أنه على الصين واليابان وكافة الدول الأخرى، حماية ناقلاتها النفطية في مضيق هرمز.
وأوضح ترامب: الصين تتحصل على 91 بالمئة من النفط من المضيق، واليابان 62 بالمئة، وكذلك كثير من الدول، نحن نحمي ممرات الملاحة البحرية في المنطقة لهذه الدول منذ سنوات مقابل لا شيء.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى الوجود عند مضيق هرمز، بعد أن أصبحت أكبر منتج للطاقة في العالم.
وفي سياق تصعيد الضغط الاقتصادي أعلن ترامب فرض عقوبات جديدة على إيران، تستهدف المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الآخرين.
ووقع ترامب أمس مرسوما بشأن فرض العقوبات، مشيرا إلى أنها تأتي ردا على إسقاط إيران للطائرة المسيرة الأميركية فوق مضيق هرمز الأسبوع الماضي.
وزعم ترامب إنه لا يسعى لنزاع مع إيران، وأنه يرغب في «عقد صفقة» مع الجمهورية الإسلامية .
من جانبه قال وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين إن المرسوم الجديد الذي وقعه ترامب سيجمد «مليارات الدولارات» الإضافية على الحسابات الإيرانية.
وأعلنت الخزانة الأميركية عن فرض عقوبات على 8 قياديين كبار في الحرس الثوري الإيراني، كما أكد منوشين أنه سيتم أيضا فرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وأشار منوشين إلى أن وزارة الخزانة كانت تدرس فرض العقوبات قبل إسقاط الطائرة المسيرة، والولايات المتحدة لم تتشاور مع حلفائها بشأن هذه العقوبات.
في الأثناء ذكر مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأميركية، أن بلاده تمضي قدما في إنشاء تحالف دولي جديد لما سماه تأمين الملاحة في مياه الخليج، على خلفية تصعيد التوتر في المنطقة.
وأكد المسؤول وهو أحد مرافقي وزير الخارجية مايك بومبيو في جولته الإقليمية أمس للصحفيين، أن برنامج SENTINEL الأمريكي المضاد للصواريخ الباليستية سيتيح لواشنطن وحلفائها مراقبة الحركة الملاحية في المنطقة، موضحا أن هذا البرنامج مختص بالردع الاستباقي.
إلى ذلك أعلنت البحرية الأميركية عن وصول مجموعة سفن حربية جديدة إلى الشرق الأوسط، في خضم التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران هناك.
وذكرت البحرية الأمريكية في بيان لها أن السفينة الهجومية البرمائية USS Boxer (LHD-4) برفقة سفينة النقل البرمائي USS John P. Murtha (LPD-26) وسفينة الإنزال البرمائية USS Harpers Ferry(LSD-49) وصلت إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من البحرين قاعدة له وينشط في الخليج والمياه المحيطة به.
وتقل السفينة Boxer سربا من المروحيات الهجومية، لتستبدل في المنطقة السفينة الهجومية البرمائية USS Kearsarge (LHD-3).
وأوضح البيان أن مجموعة السفن غادرت قاعدتها في سان دييغو في 1 أيار ووصلت إلى المنطقة عبر المحيط الهندي.
وكان البنتاغون قد عزز قواته البحرية في المنطقة منذ بداية أيار، ونشر في الخليج ومحيطه مجموعة السفن الضاربة بقيادة حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن»، بالإضافة إلى USS Kearsarge.
وفي طهران انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تباطؤ الأوروبيين في تنفيذ الاتفاق النووي مؤكدا عدم وجود قدرة أو إرادة لديهم في إطلاق اينستكس «القناة المالية الأوروبية» في سياق تعهداتهم حول الاتفاق النووي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيراينة ارنا عن ظريف قوله خلال مراسم بدء أعمال معرض للصور بوزارة الخارجية أمس: إن قناة اينستكس تعد خطوة تمهيدية ولو نفذت بشكل كامل فإنها لا تسد سوى جانبا من تعهدات الاتحاد الأوروبي المدرجة في الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن الأوروبيين إذا اقتنعوا بضرورة تنفيذ تعهداتهم للحفاظ على أمنهم فبإمكاننا الرجوع عن خطواتنا وفي حال عدم التنفيذ عليهم مواجهة تبعات افعالهم.
ولفت ظريف إلى أن المنظومة التي استخدمت في إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة إيرانية الصنع، مشددا على أن إيران سترد على أي اعتداء تتعرض له.
من جهة ثانية أكد ظريف أن العقوبات الأميركية ضد طهران عرقلت التعاون الدولي وخاصة في مجال مكافحة المخدرات.
وفي كلمة له بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أضاف ظريف أن بعض الدول تقدم الذرائع للتهرب من تمويل برنامج الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، فيما يعمل الإرهاب الاقتصادي الذي تستخدمه واشنطن على إرباك وعرقلة عمل إيران على صعيد مكافحة المخدرات​​​.
بالتوازي وصف قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حسين خانزادي إسقاط قوات بلاده الطائرة الأميركية المسيرة مؤخرا بأنه رد قاطع يمكن أن يتكرر.
ونقلت وكالة «تسنيم» عن خانزادي قوله: العدو أرسل أكثر طائرات التجسس حداثة وتطورا وتعقيدا إلى منطقة محظورة ورأى الجميع كيف سقطت هذه الطائرة المسيرة.
وشدد على أن هذا الرد القاطع سيحدث دائما ويمكن تكراره والعدو يعرف هذا الأمر جيدا.
وفي موسكو أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن العقوبات الأميركية الجديدة على إيران غير شرعية وستعقد الأوضاع، مشيرا إلى أن موسكو ستتصدى لهذه العقوبات التي تريد واشنطن من خلالها تأجيج التوتر مع طهران.
ووفقا لموقع روسيا اليوم قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريحات صحفية إن إقدام الأميركيين على فرض عقوبات جديدة على إيران يكشف نهجا يستهدف رفع حدة التوتر بشكل متعمد ومقصود في المنطقة.
وأشار ريابكوف إلى أنه في ظل غياب الحوار وتعثر البحث عن الحلول الدبلوماسية سيزداد الوضع تدهورا.
وأعرب ريابكوف عن أسفه لسير الدول الأوروبية في ركب واشنطن مؤكدا أن موسكو وقوى أخرى ستتصدى لتطبيق العقوبات الأمريكية على إيران.

وكالات – الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 25-6-2019
الرقم: 17008

آخر الأخبار
عودة النازحين.. حين تتحوّل فرحة الرجوع إلى معركة يومية للنساء استقرار سوريا.. رهان إقليمي ودولي وتحديات مفتعلة إدلب تطلق مؤتمرها الاستثماري الأول.. فرص واعدة لبناء مستقبل مستقر الضربة الأمريكية لإيران... بين التكتيك العسكري والمأزق الاستراتيجي تحالف حاضنات ومسرعات الأعمال السورية "SAIA" لتحفيز الابتكار إيران تستهدف قاعدة العديد بقطر رداً على الهجوم الأميركي عقوبات أوروبية جديدة تطول خمسة أشخاص على صلة مباشرة برئيس النظام البائد وزير الداخلية يُعلن تفكيك خلية لتنظيم داعش متورطة بتفجير كنيسة مار إلياس محافظ إدلب يستقبل المفوض السامي للأمم المتحدة لبحث دعم اللاجئين اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تلتقي الفعاليات الثورية والمدنية بدرعا تأهيل المدارس بالتعاون مع "اليونيسكو" تفجير الكنيسة.. غايات الإرهاب تحطمها وحدة السوريين تعزيز الأمن السيبراني بالمؤسسات العامة وبناء الكفاءات الوطنية نقل الملكيات العقارية.. خطوة اقتصادية.. قيراطة لـ"الثورة": استئناف عمليات التسجيل بعد صدور التعليمات سلامة الغذاء في خطر .. إشارات سلبية جراء تفاقم انعدام الأمن الغذائي خبير اقتصادي للثورة: رافعة ضرورية لتحريك السوق الداخلية. الخطوط الحديدية تنقل 6000 طن قمح من مرفأ طرطوس  مستشفى اللاذقية الجامعي.. زيادات ملحوظة بالعلاجات .. وأقسام جديدة قداسٌ في السويداء عن راحة نفوس شهداء التفجير الإرهابي في الدويلعة تردي الخدمات في البويضة.. ورئيس البلدية لـ"الثورة": الإمكانيات محدودة