رغم كل الإجراءات التي سبقت موسم الحبوب بدءاً من الاجتماعات والجولات مروراً بالإعلان عن تأمين الأكياس والسيولة النقدية وصولاً إلى صرف قيم الحبوب إلا أن منغصات الحصاد والتسويق تتكرر نفسها في كل عام سواء أكان الموسم وفيراً أم ضعيفاً، وسواء أكان بحرائق أم بلا حرائق.
المنغصات هي نفسها فهل الفلاح يشتكي ويتذمر من لا شيء؟.
في كل المواسم وفي موسم هذا العام أيضاً شكاوى حول عدم توافر الأكياس وذهاب بعض الفلاحين إلى السوق السوداء لشراء احتياجاتهم من التجار، وشكاوى حول ازدحام على مراكز التسويق بسبب وجود أشخاص من غير الفلاحين المنتجين يترددون على المراكز لتسويق القمح والمتاجرة به، صحيح أن الإنتاج في نهاية الأمر يأتي إلى مراكز الدولة لكن السؤال كيف ولماذا لا يأتي عن طريق الفلاح المنتج؟ ولماذا يضطر هذا الفلاح إلى وسيط سواء أقام ببيع المحصول للتاجر أم دفع له عمولة لتسويق محصوله.
ودائماً أيضاً هناك شكاوى من تدخلات في تنظيم الدور ووجود تجاوزات لمصلحة البعض على حساب الآخرين من الفلاحين. ويستطيع رؤساء مراكز الحبوب وكل المعنيين بمؤسسة الحبوب أن يتحدثوا عن الاتصالات التي تحاول الضغط عليهم من أجل ذلك لتأكيد معاناتهم مما يحدث، لكن المشكلة أنهم يتحدثون في المجالس الخاصة ولمن يكتم السر ويلتزمون الصمت عندما يتطلب الأمر كشف المستور.
أكثر من ذلك.. هل يوجد فلاح لم يدفع أكثر بكثير من أجور النقل المعتمدة؟ هل يستطيع فلاح أن يقوم بتسويق إنتاجه خلال أسبوع أو حتى شهر في هذه الأيام بالذات بعد أن قام بحصاد المحصول؟.
ولو افترضنا أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وبعدالة لماذا كل هذه الشكاوى من الفلاحين، إن موسم الحبوب عمل وطني كبير لكن حتى الآن لم تستطع مؤسسة الحبوب ضبط معايير الأداء الأمثل في استلام الإنتاج من الفلاحين، ونعتقد أن الفلاح الذي يرى ويلمس لمس اليد أن الأمور تجري بما يشتهي ويريد الجميع لن يكون أمامه أي مبرر للشكوى.
نحن هنا لا نقلل من شأن الجهود والمتابعات اليومية للجهات المعنية لكن حقيقة الأمر أن المنغصات موجودة والخلل في أساليب الأداء التي توفر التربة الخصبة للتجار والسماسرة وبعض العاملين في المؤسسة الاستمرار في ممارسة بعض التجاوزات.
بالتأكيد لا يستطيع مدير أو محافظ أو وزير أن يجلس دائماً في مراكز الحبوب ويراقب حسن الأداء ولذلك فإن الحاجة الملحة هنا لأساليب العمل في الاستلام تقطع الطريق على كل من يحاول أن يسيء لموسم الحبوب والفلاحين ومؤسسة الحبوب وكوادرها.
وعندما يعمل الجميع بروح فريق العمل الواحد ويتحمل كل واحد مسؤوليته ولا يقلل من شأن الدور الذي يمكن أن يقوم به بالتأكيد تكون وقائع العمل بلا منغصات.
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 25-6-2019
الرقم: 17008