معظم ألعابنا تئن تحت وطأة غياب الروافد والبديل في حال تقدم العمر باللاعبين واعتزالهم أوهجرتهم ؟ الروافد هي السر الذي يكمن خلف استمرار العمل الرياضي، وهي كالأوردة التي تغذي الجسم دون انقطاع ، وبذلك تحفظ للمنتخبات والفرق مستواها الفني ومكانتها ووزنها، وهي البديل الأنسب والمتوفر بكثرة في حال تم التعامل معها بجدية، ونالت نصيبها من الرعاية والاهتمام والمتابعة ، فهي بحاجة لدورات صقل ضمن خطة مدروسة سليمة وفعالة وناجحة، وبعدها يمكن زجها في اختبارات تنافسية ليتم اختيار الأفضل فنيا وبدنيا وحتى نفسيا .
البعض رأى أن الحل الناجع يكمن في الأولمبياد الوطني لفئة الناشئين للجنسين ولكافة الألعاب، وهذا بالفعل ما شهدناه في الأولمبيادات الثلاثة الماضية، ونحن الآن أمام الأولمبياد الرابع الذي اقترب موعد انطلاقه على صعيد منتخبات المحافظات ،هذا الأولمبياد مناسبة مهمة وحقيقية تجمع مئات المواهب الجديدة الواعدة المفعمة بالنشاط والحيوية والحماسة، وهي حتماً تشكل روافد طبيعية متدفقة ونواة أساسية لألعابنا الجماعية منها والفردية التي تحلم بالتفوق والتألق . ولكن يجب الانتباه أن التوقف عند ما يقدمه الأولمبياد خطأ، إذ لابد من المتابعة والاهتمام من الأندية التي يجب عليها البحث عن المواهب التي يمكنها الاستمرار وترى فيها مشروع أبطال للمستقبل، وبالمقابل الاتحاد الرياضي العام مطالب بدعم مادي كبير للأندية، كي تستطيع الاهتمام بهذه المواهب التي تحفظ رياضتنا، والاهتمام بالمواهب ولاسيما عندما تكون في ألعاب أساسية كألعاب القوة والقوى والسباحة، فهذه الألعاب الأساسية تحتاج إلى مال كثير لتتطور وتقدم الأبطال الحقيقيين، ويمكن للاتحاد من عائدات الاستثمار أن يخصص نسبة للمواهب والفئات الصغيرة، هذه المواهب التي تحتاج إلى تشجيع وتحفيز لتستمر، فهل تحظى بالاهتمام فعلاً بدءاً من الأولمبياد الذي هو نقطة البداية؟
لينا عيسى
التاريخ: الجمعة 28-6-2019
رقم العدد : 17011