في ورشة عمل عن تحديد الاحتياجات المجتمعية، اختارت مجموعة من المشاركين والمشاركات، فئة الأرامل بالمجتمع، لتأسيس جمعية تهتم باحتياجات وحقوق هذه الشريحة، ولاقت هذه الفكرة تأييدا وإجماعا من جميع المشاركين، ليس لاتساع شريحة الأرامل فقط بسبب الحرب، وإنما أيضا لضعفها، والمقصود بضعفها مجموعة من العوامل كصغر السن، عدم متابعة الدراسة، وبالتالي أغلبهن عاطلات عن العمل، ما يجعلهن مجبرات على العيش مع الأهل أو أهل الزوج مهما كانت الضغوط عليهن.
قبل الحرب، كانت نسبة المعدل الرسمي للترمل منخفضة جداً، وقد ارتفعت هذه النسبة كثيرا، وهناك من يقول إن النسبة اليوم ارتفعت بشكل اكبر.
لاتخلو شهادة أي أرملة وخاصة صغيرات السن من الحديث عن عدم الأمان وعن الرغبة في امتلاك عمل لتتحرر من استغلال عائلتها أو عائلة زوجها، خاصة عندما تكون أما ولاتستطيع إعالة أطفالها. فما حصل ليس تغييراً اجتماعيا طبيعيا، بل نتيجة للحرب والنزوح واللجوء.
إن القيام بالمسؤولية المالية والمعنوية والعاطفية والاجتماعية للأسرة من الأمور الصعبة والمرهقة على المرأة من دون زوج، فتتحول واجبات الأمهات الوحيدات من واجب عادي، إلى صعوبات يومية كرعاية الأطفال وتعليمهم، وتأمين نفقات الحياة الأسرية.
إن الاهتمام بشريحة الأرامل جزء أساسي من الاهتمام بملف الأسرة، وبالإضافة إلى اهتمام الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالأسرة لما بعد الحرب، لابد من تخصيص إجراءات وبرامج حماية لهن، وتشجيع تأسيس جمعيات تهتم بالتوعية القانونية والصحية وسبل العيش.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 2-7-2019
رقم العدد : 17014