دواء الحر الشديد

 

 

تبدت النتائج الكارثية لارتفاع حرارة كوكبنا الأزرق في الأيام الأخيرة الماضية، في البلدان الباردة عملياً، إذ اكتظت المشافي الأوربية بالمرضى بسبب الحر الشديد ووصل الأمر إلى وفاة خمسة شبان في إسبانيا وإيطاليا واندلاع حرائق كان أكبرها في غابات ألالسكا…! وجرى تسجيل تسارع في ذوبان القطب الشمالي أدى إلى ارتفاع منسوب عدة أنهار كبرى في مؤشر ساطع على مزيد من الاحتباس الحراري على الأرض. فماذا عن حالنا ونحن أبناء بلاد الشمس…؟ إن الشكوى من حر شديد غير مسبوق كانت عامة في النصف الثاني من حزيران وهو من أشهر الصيف المعتدلة في سورية ويميل إلى البرودة في الليل ولَم يقل فيه المثل ما قاله في تموز حيث (يغلي الماء في الكوز) وآب (اللهّاب). لقد كثر بيننا حملة المظلات (الشماسي) لالتقاء الشمس الحادة جداً، أو من استخدموا الصحف أو كتبهم المدرسية أو الجامعية للغاية ذاتها.
وتحولت ظلال الأبنية أو الشاحنات أو الجسور إلى ملاذ من الشمس الحارقة، وازدحمت مواقف الباصات الحديدة – الضيقة جداً بكثير من الناس هرباً من ضربة شمس قد تكون قاتلة في بعض الأحيان. إننا مثل كل سكان الأرض ضحايا التغيرات المناخية السيئة الناجمة عن ارتفاع نسب التلوث الجوي بثاني أوكسيد الكربون الناجم عن احتراق المشتقات النفطية في المصانع. ومحطات توليد الكهرباء وكل أنواع الآليات ومداخل الأبنية…الخ.
ازدادت حرارة الكرة الأرضيّة بشكل عام بمعدل درجتين في العام ٢٠١٥ عن العام ١٧٤٠، تاريخ أول ثورة صناعية عرفتها البشرية، ورأى ١٥ ألف عالم من ١٩٠ بلداً أن استمرار الحال على ما هو عليه سيؤدي إلى ارتفاع معدل زيادة حرارة الأرض إلى ٣ درجات في العام ٢١٠٠ ما سيحدث كوارث تمهد لانقراض الأرض..! ولهذا اتفقوا على خفض حرارة الأرض درجتين حتى العام ٢٠٥٠ لكن الأميركي ترامب سحب أميركا من الاتفاق علماً أنها الملوث الأكبر على وجه الأرض، وقال جملته الشهيرة: جئت لزيادة إنتاج وأرباح مصانع الحديد والصلب والسيارات في أميركا وليس لتنفيذ اتفاقية المناخ. لكن ١٨٩ دولة من أصل ١٩٠ دولة لا تزال تعمل على تنفيذ الاتفاقية وسورية وقعت عليها وتنتظر مساعدتها بصفتها ضحية للانبعاث الكثيف للغازات الدفيئة ومنها الميتان أيضاً، الصادرة عن الدول الصناعية الكبرى.
ولعل سورية هي الآن من أكثر الدول المتضررة حاجة للمساعدة في هذا المجال، بعدما فقدت في سياق الحرب المجنونة التي شنت عليها جزءاً كبيراً من غاباتها، وقطعت أشجار كثيرة من جبالها (جبل عبد العزيز في الحسكة – جبل البلعاس في حُمُّص – تل الحارة في درعا – …الخ )، ودمرت أغلب محمياتها النباتية والحيوانية والبحرية والنهرية ما أساء للتنوع الحيوي فيها. ونحتاج لمواجهة الحر الشديد جهداً ذاتياً مخلصاً، إذ تكاد تندثر الأشجار من حياتنا، ولم تسلم أشجار الأرصفة والحدائق العامة وحتى أشجار البيوت الأرضية من القطع.

 

ميشيل خياط

التاريخ: الخميس 4-7-2019
رقم العدد : 17016

 

آخر الأخبار
الامتحانات المؤتمتة بين ضرورات التطوير والواقع ارتفاع في تصنيف المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا البسطات الموسمية أكثر تنظيماً في توزعها في أحياء وأسواق العاصمة من الركام إلى الحياة..التعافي النفسي والاجتماعي في سوريا ما بعد الحرب إعادة تفعيل الخدمات بين المصرف العقاري و السورية للبريد تفاهمات دبلوماسية على بوابة الجامعة العربية.. من يخلف أبو الغيط؟ تطوير العمل الإداري بدمشق وتعزيز منظومة الرقابة هيروشيما.. ثمانون عاماً على الجريمة.. هل اعتبر العالم من المآسي؟ "تجارة دمشق" تبحث مع وفد الـ" "WFP تسهيل تنفيذ البرامج الإنسانية والإغاثية تعزيز كفاءة الشبكة الكهربائية في القنيطرة وضمان استقرار التغذية "عطاء الخير" توفر الحليب للأطفال المهجرين بدرعا المنتجون بانتظار الوعود.. صناعة الأحذية في حلب تواجه الإغراق د. نهاد حيدر لـ"الثورة": اعتماد الدفع الإلكتروني للتخفيف من التداول الورقي تركيا: التعافي الاقتصادي السريع مهم للاستقرار السياسي في سوريا نحو كفاءات إدارية تعزز جودة التعليم في دمشق حرستا تستعيد مدارسها.. "إسماعيل الريس" تتهيأ للعودة إلى الحياة "أرواد" لؤلؤة الساحل ودرّة السياحة بلا خدمات أو استثمار سوريا تنهض بمسؤولية تاريخية في تحقيق استقرار المنطقة بمشاركة أكثر من 37 شركةً.. فعاليات "موتوريكس إكسبو 2025" تنطلق حول سوق السيارات.. توقعات للمشاركين في "موتوريكس إكسبو 2025"