محصول الشعير.. والحلقة الأضعف..!

 

 

بلا مقدمات نسأل مباشرة أصحاب الشأن: كيف يمكن تعزيز الثقة بين المواطن والمسؤول عندما تكون أقوال المسؤول ضمن الحيز النظري فقط. وكيف يمكن للمواطن أن يكون بوصلة المسؤول عندما تتناقض الأقوال مع الأفعال وعندما يتم التصريح بشيء والتلميح بشي آخر مناقض تماماً. وأكثر من ذلك هل يجوز أن تعلن مؤسسات حكومية عن قرارات وتطمئن الناس بأن كل شيء على ما يرام ثم تتراجع عن الشيء الذي أعلنته.
كل ما تقدم ليس افتراضياً وإنما ينطبق تماماً على إيقاف استلام محصول الشعير من المنتجين.
لقد أعلنت الحكومة قبل البدء بموسم الحبوب وأيضاً خلال جولة الوفد الحكومي في مراكز الحبوب بالحسكة قبل نحو شهر أن كل المؤسسات المعنية في حالة الاستعداد التام لاستلام كامل الإنتاج من الفلاحين واليوم بعد استلام نحو 200 ألف طن من الشعير يصدر القرار الحكومي بالتوقف عن استلام المحصول رغم أن الإنتاج المتوقع وفقاً لمصادر الحكومة نفسها يصل إلى أكثر من مليون طن من الشعير.
ترى ماذا يفعل الفلاح بمحصوله وإلى أين يذهب..؟
إن إيقاف عمليات تسويق مادة الشعير بسبب عدم وجود الطاقة التخزينية اللازمة قرار يعكس التخبط والارتجال في القرارات المتخذة خاصة وأن قرار عدم استقبال أي كمية من الشعير حالياً يأتي مناقضاً ومعاكساً لكافة التصريحات الحكومية التي أكدت استلام كامل المحصول. كما أن التبرير بعدم وجود طاقات تخزينية كافية يبدو مبرراً ضعيفا لأن الحكومة أعلنت أنها ستستلم كامل الإنتاج ويفترض أن تكون حسابات الحقل والبيدر متطابقة وكان يجب على المعنيين توفير كل ما يلزم لتنفيذ الأقوال والتصريحات.
إن مثل هذه القرارات المناقضة للتصريحات والمخالفة لكل ما قيل في الاجتماعات والتعليمات التي صدرت ولكل الإجراءات التي سبقت الموسم هي السبب الرئيسي في الظلم الذي يقع على الفلاح وهي في نفس الوقت مؤشر واضح على التخبط من خلال تناقض القرارات مع واقع الحال.
اليوم هناك أكثر من ألف شاحنة متوقفة أمام مراكز الشراء ويتحمل أصحابها من الفلاحين مئات الآلاف من الليرات السورية.
فمن المسؤول عن ذلك ولماذا يحدث كل ما يحدث في موسم الحبوب، ولماذا فقدت بعض المؤسسات الحكومية أدوارها الوظيفية وتركت الفلاحين تحت سيطرة واستغلال التجار والسماسرة والفاسدين الذين لا علاقة لهم بالزراعة والفلاحة والحصاد بينما هم الذين ينتشرون في مراكز الشراء ويبيعون ويشترون ويتدخلون ويتحكمون بكل شيء في المراكز بدءاً من باب الدخول مروراً بالقبان وصولاً إلى الخبراء والتحميل والتنزيل.
ورغم أن الفلاح يخضع لكل ذلك ولا حول له ولا قوة بكل أشكال التدخل والسمسرة يأتي القرار المفاجئ بالتوقف عن استلام محصول الشعير ليكون الفلاح هو الحلقة الأضعف التي يمكن التغلب عليها بينما الذين يتاجرون ويسمسرون ويتدخلون بمنأى عن أي سؤال أو إجراء وكأنهم قوى عظمى لا يستطيع أحد منعهم ومحاسبتهم.

يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 9-7-2019
الرقم: 17019

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة